ولنا كلمة: بين الصحة والمصلحة

    • خبر
    • ولنا كلمة: بين الصحة والمصلحة

      Alwatan كتب:

      طالب بن سيف الضباري:
      منذ أن أعلنت الجهات المعنية في الحكومة عن استلام لقاح كوفيد 19 مع نهاية العام الماضي، استبشر أفراد المجتمع ببداية الفرج من هذا الوباء الذي عطل وأعاق الحراك الاقتصادي والاجتماعي، ودفع بالعديد من أفراد المجتمع الى التخلي عن الكثير من مصادر أرزاقهم، فما أن بدأت الأمور تهدأ قليلا مع نهاية الموجة الثانية ونشهد تراجعا في أعداد الإصابات وأياما دون وفيات، حتى رجعنا الى الذروة مع بداية الموجة الثالثة التي نعيشها هذه الأيام ونشهد خلالها ارتفاعا كبيرا في أعداد المصابين والمنومين وفي العناية المركزة وكذك الوفيات فماهي الأسباب الحقيقية وراء ذلك ؟ هل بسبب عدم الالتزام أو التقيد بالاجراءات الاحترازية من هذا الوباء والتي يعلن عنها بصورة مستمرة ؟ وأن هناك بعض الموظفين لايزالون غير متقيدين بارتداء الكمامات في مواقع العمل وفي التجمعات غير الأسرية كذلك وفي بعض الأماكن العامة وحتى في بعض الإجتماعات، أم السبب كذلك التزاحم الشديد في الأسواق والمحلات التجارية وفي اماكن المراجعين وغيرها من المواقع التي توجد بها خدمات للمجتمع، أم ان الرسالة الموجهة حتى الآن لم تحدث ذلك الأثر المطلوب على الرغم من كثافتها في مختلف وسائل الاعلام ؟ نعم هناك الكثيرون ملتزمون بالاجراءات الا ان غير الملتزم يكون سببا في التأثير على تلك الفئة وبالتالي يضع الجهات المعنية في حيرة بين صحة الانسان ومصلحته.
      ربما الجهات المعنية ترى أن الصحة في ذروة انتشار الوباء أهم من المصلحة حفظا للنفس البشرية وتجتهد للمحافظة على الوضع الصحي العام في البلاد، الا ان ذلك يتطلب ايجاد الحلول التي يراعى من خلالها أيضا مصلحة افراد المجتمع خاصة في ظل الظروف التي يشهدها الاقتصاد منذ عدة سنوات والآثار السلبية للجائحة، مما دفع بالآلاف من افراد المجتمع ممن فقدوا مصادر رزقهم الى ممارسة بعض الاعمال الحرة البسيطة في الشوارع او توصيل الطلبات، وبالتالي فإن تشديد الإجراءات للحفاظ على الصحة ساهم في زيادة التأثيرات السلبية على مصلحة الناس خاصة اولئك الذين يعملون لحسابهم الخاص، لذا فإن الامر يتطلب العمل على التوفيق والتوازن لتحقيق مبدأ الصحة دون تعطيل المصلحة من خلال البحث عن طرق وأساليب تتيح لأفراد المجتمع ممارسة اعمالهم خاصة خلال شهر رمضان المبارك هذا اذا علمنا بأن معظم تلك الأنشطة التي تمارس تدخل في قائمة المأكولات والوجبات، فعلى سبيل المثال تمديد فترة الاغلاق الى الساعة 11 بدلا من 9 والسماح بتوصيل الطلبات اثناء فترة الحظر، وان تكون بعض المحلات المتعلقة بتأمين احتياجات الناس من المواد الغذائية مفتوحة لتقديم الخدمة لطالبها في سيارته دون الدخول الى المحل، وإغلاق باقي المحلات الأخرى وكذلك المراكز التجارية الكبيرة التي تشهد ازدحاما وبقية الأماكن العامة.
      نعم كلنا نتفق على أن كل يوم يمر على تفشي هذا الوباء لاشك يساعد على حصد المزيد من الارواح، الا أنه كذلك يؤثر على مصالح افراد المجتمع وعلى اوضاعهم الاجتماعية، ومن هنا لابد من الاسراع في إيجاد البدائل للمحافظة على عنصري الصحة والمصلحة، وان تكثف الجهود لتأمين اللقاح المطلوب والاسراع في فتح منافذ جديدة للتطعيم وأخذ اللقاح خاصة في ظل ما نشاهده حاليا من وعي لدى افراد المجتمع من مختلف الاعمار للاستفادة منه وحماية أنفسهم ومجتمعهم من هذا الوباء الخطير، وأن يكون اللقاح متاحا للجميع في كافة المراكز الصحية الحكومية والخاصة أو المجمعات الرياضية في المحافظات وغيرها من المواقع الأخرى، وبذلك يمكن الحد من الانتشار وعودة الحياة الى طبيعتها كما حدث في بعض الدول التي بعد أن وزعت اللقاح على أكثر من 60% تخلت عن الكثير من جوانبها الاحترازية وأعادت لاقتصادها عافيته ولأفراد المجتمع حركتهم في تأمين مصدر رزقهم والوفاء بالتزاماتهم تجاه أسرهم ومجتمعهم ووطنهم.

      أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
      Dhabari88@hotmail.com

      Source: alwatan.com/details/421206