جودة مرسي:
أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في بيان أن خطتها لشهر رمضان الفضيل، تشمل تعليق الإفطار والاعتكاف بالمسجد الحرام، بسبب جائحة كورونا “كوفيد 19″ ليأتي العام الثاني على التوالي ويعاني العالم الإسلامي والمسلمون من حربهم الضروس لتجنُّب ومنع انتشار وباء كورونا “كوفيد 19″ خلال شهر رمضان الفضيل. هذا الوباء الذي حوَّل “اللَّمَة” إلى “عُزلة” وتسبب في حرمان المسلمين بالعديد من دول العالم الإسلامي من صلاة التراويح ومن الاعتكاف في المساجد، وتجمُّع الأسر على موائد الإفطار الجماعي، وامتناع بعض الدول عن تنظيم موائد إفطار صائم للمحتاجين، والعديد من العادات الدينية والاجتماعية التي تشهدها ليالي الشهر الفضيل منذ مئات السنين.
كلها أمور تعود وابتهج معها المسلمون في كافة أرجاء المعمورة خلال الشهر الفضيل، ويطمعون من خلالها في التقرب إلى الله إما بالنوافل في صلاة الجماعة أو الاعتكاف، وتفعيل فريضة القربى بين الأهل تارة والغني والفقير تارة أخرى حين يجتمعون على مائدة واحدة للإفطار. وقد بلغ الأمر من خطورة التجمعات في الشهر الفضيل إلى تحذير من المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة الشرق الأوسط الدكتور أحمد المنظري، والتنبيه إلى احتمال زيادة الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد 19″ في المنطقة مثلما حدث في العام الفائت، داعيا إلى أن يحمي الناس أنفسهم. فيما حذرت من جانبها منظمة الصحة العالمية من التجمعات في الأماكن المغلقة خشية أن يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من الإصابات بـ”كوفيد 19″. وقال بيان للمنظمة: “يجب أن تقام أي احتفالات دينية في الهواء الطلق كلما أمكن ذلك، أو أن تكون محدودة من حيث الحجم والمدة، مع مراعاة التباعد الجسدي والتهوية واستخدام الأقنعة”. وأشار البيان إلى أنه “من الأفضل أن يحيي الناس الاحتفالات الدينية مع الأشخاص الذين يعيشون معهم وتجنُّب لقاء أشخاص آخرين، خصوصا إذا كانوا يشعرون بأعراض مرضية أو هم في حجر صحي”.
وقررت بعض الدول في المنطقة منع ما يعرف بـ”موائد الرحمن” التي تقام عادة في شهر رمضان الفضيل لإفطار الصائمين المحتاجين أو العابرين، وإغلاق كامل في الإجازات الأسبوعية خلال الشهر، وستفتح المطاعم أبوابها لخدمات التوصيل والوجبات الجاهزة فقط.
وعلى الصائمين أن يدركوا جيدا أن هذه الإجراءات هي في المقام الأول لحمايتهم من الإصابة بالفيروس، ومحاولة حثيثة لعدم انتشاره، وعليهم تقبل الأمر رغم مرارته، وعليهم الحفاظ على ارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتقليل الزيارات المنزلية، وتجنُّب التواجد في الأماكن المغلقة، والأماكن المزدحمة، وكذلك اتِّباع نظام غذائي صحي لتقوية المناعة، وأن هذه الإجراءات تساعد في خفض معدلات الإصابة بالفيروس. ووصل الأمر إلى أن دار الافتاء بإحدى الدول العربية أجازت الإفطار لمن يباشر حالات المصابين بالعدوى من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات، بناء على مدى احتياجهم للإفطار في التَّقوِّي لأنفسهم. وأنه إذا اقتضت المباشرة المستمرة للمرضى الإفطار وقاية لأنفسهم من الأخطار، فلهم رخصة الفطر.
إن الدين الإسلامي دين يسر، وهو يأمر بالمحافظة على الصحة العامة وتجنُّب الأوبئة ومحاربتها، حفظ الله بلادنا وشعوبنا من كل وباء، وتقبل صيامنا ودعاءنا في لياليه المباركة بالخلاص من هذا الوباء الذي طال أمده على شعوب العالم.
Source: alwatan.com/details/421654Alwatan كتب:
في آراء 14 أبريل,2021
نسخة للطباعة
