رأي الوطن: تراث غني يعكس الأصالة والعراقة

    • خبر
    • رأي الوطن: تراث غني يعكس الأصالة والعراقة

      Alwatan كتب:

      يظل الاهتمام بالتراث العلامة المضيئة للنهضة العمانية المباركة، فطوال عقودها وجَّهت مسيرة هذه النهضة المباركة اهتمامًا خاصًّا بالتراث العماني وجمعه وصونه وحفظه من الاندثار. وتمثِّل الجهود التي قادها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وتتواصل اليوم في هذا العهد المتجدد بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ العلامة المضيئة والوجْه المُشرق لمسيرة البناء والتنمية، حيث يُعدُّ الاستناد إلى الماضي، والتمسك بالتراث التليد وحفظه وتطويره ركيزة من ركائز العمل الوطني، فقد مثَّلت المواءمة بين التراث والمدنية والتحضُّر منطلقًا مضَتْ وفقه كلُّ مراحل البناء والتنمية، فلا تزال تتردد مقولة جلالة السلطان الراحل ـ غفر الله له ـ “من ليس له ماضٍ لا حاضر له ولا مستقبل، وأن من نسي تراثه وتاريخه لا بُدَّ أن ينساه الناس، يصبح كالإنسان الذي لا يعرف أبويه ويصبح مشردًا لا أحد يعرف عنه شيء، ولا أحد يعرف أصله، ويكون كما نقول طفيليًّا، ومن هذا المنطلق كان اهتمامي أنا الشخصي واهتمام حكومة السلطنة، وأيضًا اهتمام الشعب العماني ككلٍّ بتراثه وتقاليده، فهو ينظر إلى ماضيه ليستمد منه مستقبله، حاضره يعيشه…”.
      لقد مرَّ الاهتمام بقطاع التراث بمحطات مهمَّة تدلل على قيمة هذا التراث، وتؤكد مكانته في فهم القيادة الحكيمة، وتعكس الانتماء والحسَّ الوطني، وتبرهن على أن التراث هو مكوِّن من مكوِّنات الهُوية الوطنية الجامعة التي يجب أن تصان وتحفظ، والذود عنها، ورفض كل ما يَمسُّها ويهدِّدها؛ لذلك يُعدُّ التعاون الوثيق بين السلطنة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إحدى علامات الاهتمام الثابت، وترجمة صادقة لحرص القيادة الحكيمة على التعاون مع كافة المنظمات والهيئات الدولية التي تنهض بمهمَّة إنسانية أيًّا كان اختصاصها، فاليونسكو تقوم بمهمَّة كبرى في حفظ القِيَم الإنسانية والتراث المنقول عبر الأجيال للبشرية كلِّها من أجل بناء عالم متفاهم ومتصالح مع نفسه. وفي الإطار ذاته، تأتي مشاركة السلطنة ممثَّلةً في وزارة التراث والسياحة بقية دول العالم أمس الاحتفال باليوم العالمي للتراث الذي يُحتفى به سنويًّا في الثامن عشر من أبريل من كل عام باقتراح تقدَّم به المجلس الدولي للمعالم والمواقع في عام 1982م، ووافقت عليه الجمعية العامة لمنظمة اليونسكو في عام 1983م؛ بهدف تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي للبشرية، ومضاعفة جهودها اللازمة لحماية التراث والمحافظة عليه، حيث تأتي احتفالية هذ العام تحت عنوان “الماضي الغني: مستقبل متنوِّع” استجابةً للدعوات العالمية للحفاظ على التراث الثقافي بهدف دعوة الجميع للمشاركة وإبراز العديد من جوانب التراث الثقافي المختلفة والغنية.
      وإحياء لهذه الاحتفالية، فإن السلطنة تمتلك رصيدًا ضخمًا من الكنوز التراثية، وسجلًّا حافلًا من الإنجازات التي تواكب الاحتفال باليوم العالمي للتراث، سواء من حيث المخطوطات، وترميم القلاع والحصون، والمساجد الأثرية، أو من حيث تطوير المواقع الأثرية والاكتشافات الجديدة للمواقع الأخرى، أو من حيث الأفلاج والفنون وغيرها الكثير والكثير جدًّا، والتي تعبِّر عن أصالة عُمان وعراقتها وحضارتها وهُويتها التاريخية والحضارية، وإسهاماتها الثقافية والإنسانية والإسلامية على مرِّ التاريخ.

      Source: alwatan.com/details/421961