منى بنت منصور الخروصية:
لم يكن الثاني من رمضان من العام الماضي يومًا عاديًا بالنسبة لتاريخ انتشار فيروس كورونا، فقد سجلت محافظة جنوب الباطنة ـ آنذاك ـ أول حالة وفاة لامرأة كبيرة في السن.
رنَّ جرس هاتفي عند الساعة الثامنة صباحًا بشكل متكرر، ومن شدة إلحاح المتصل رفعت سماعة الهاتف.
المتصل: مستشفى الرستاق المرجعي.
الموضوع: وجود حالة وفاة بـ(كورونا) ويجب التعامل معها بسرعة للتغسيل والدفن بحسب الاجراءات الخاصة باحترازات انتشار (كورونا).وكوني احدى المتطوعات في هذه الجائحة فقد التحقت بحلقة تدريبية في المستشفى في نداء من وزارة البلديات الإقليمية (سابقًا) ووزارة الصحة.
الهدف: التعامل مع هذه الحالات.
لم أتخيل في يوم من الأيام أن (كورونا) قاتل وبشع بتلك الصورة، وأن من يموت بـ(كورونا) يحرم من الأهل والأقارب ومن قبلة في الجبين عن وداعه قبل الأخير، كان يومًا شاقًّا وصعبًا فلا متطوعات ولا أحد يستجيب لنداء الواجب والناس صيام ونيام، جرت الأمور بصعوبة شديدة وانتهينا من تلك الحالة.
كان المنظر ونحن نشق الطريق من المستشفى إلى المقبرة مخيفًا، فالشرطة في كل مكان والسيارات الحكومية ترافق الجنازة..
وقد بقي هذا المشهد في ذاكرتي إلى اليوم، بعدها بدأت وفيات (كورونا) تزداد لنرى ونسمع كل يوم مآسي وأحزان.
هناك من الصغار والكبار ممن غادروا المغسلة بدون أحباب أو أهل أو رفاق..
في كل وقت وحين ونحن نشيع ضحايانا.
كل يوم نزف جثث أحبائنا إلى تلك المقابر المخصصة لهم ولم تتوقف الحالات..
مواقف ومآسي محزنة ينفطر لها القلب وتدمع لها العين تتكرر عند كل وفاة ووداع.
ونصيحة أخيرة أقولها: رفقًا بأنفسكم وأهلكم ومن تحبون، فـ(كورونا) يصيب الجميع دون استثناء من الصغير والكبير..
هي دعوة أخيرة أن يرحم الله المتوفين وأن يسكنهم فسيح جناته.
* مراسلة (الوطن) بالرستاق
Source: alwatan.com/details/421945Alwatan كتب:
في آراء 18 أبريل,2021
نسخة للطباعة