عرض ـ محمد عبدالصادق:
صدر مؤخرا للإعلامي والكاتب الصحفي محمد بن حمد بن سعيد الرحبي كتاب جديد بعنوان حصاد الذاكرة مسيرة وفكر، يتناول الكاتب من خلاله سيرته الذاتية ورحلته مع حياة حافلة مليئة بالأحداث اقتربت من سبعة عقود، اشتبك خلالها مع مواقف وأحداث مفصلية في تاريخ عمان الحديث، ومر بتجارب حياتية كونت شخصيته وأثرت في طريقة تفكيره ونظرته للحياة، عاصر خلالها ثلاثة عهود، يقول الرحبي في مقدمة كتابه: تلك التجارب الحياتية هي التاريخ بكل مافيه ينقل عبر الأجيال ليستفاد منه وليكون منارة للأجيال لكي تشاهده وتراه وتتعلم منه ليكون دعما لهم في مسايرة المستقبل والتعامل معه. ويضيف: وجدت في تجربة حياتي منذ نشأتي وحتى الآن مادة خصبة قد يستفيد منها البعض، .. فقد عاصرت عهودا ثلاثة تختلف عن بعضها البعض في كل شيء، في المعيشة والتعليم والتطور المهني والوظيفي وكذلك التطور الأسري أحببت أن أشارككم بها.
ثم يشرع في الحكي عن نشأته وبدايته بفصل عنونه بـ” السيرة الذاتية الخطوات الأولى” يقول: هذه الورقة من تلك الشجرة ومن هنا أبدأ تعريفي ونسبي وشخصيتي، ولكون والدي رحمة الله عليه هو مثلي الأعلى وقدوتي في تلك الحياة الذي عكفت مطبقا ومسايرا وملازما على نهجه،… فقد كان رحمه الله ذا هيبة وصاحب رأي وحكمة بقدر ما كان قوي البنية والإرادة مربوع القامة، على قدر من العلم والمعرفة والاطلاع بقياس زمانه، صاحب رأي سديد ومرجع للآخرين لا تأخذه في الحق لومة لائم، متمسكا بعروبته قابضا على دينه وانتمائه لوطنه عمان. ثم يتطرق لرحلة العودة إلى أرض الوطن بعد انتهائه من الدراسة، يقول عنها: رحلة سجلت بالخاطر والوجدان وقد غيرت داخلي وأظهرت لي صفات لم أكن أعرف حتى أنني امتلكها، فبعد انتهاء العام الدراسي وحصولي على الإجازة قررت مع بعض الزملاء العودة إلى الوطن، واعتقلت وأنا في الطريق وتم تسليمي لقاعدة القاسمية بمدينة الشارقة التي كانت توجد بها قيادة الاحتلال البريطاني آن ذاك، .. وفي تلك الأثناء وأنا مازلت معتقلا رهن التحقيقات، حدثت تغيرات سياسية عظيمة في عمان صبيحة يوم 23 يوليو1970 م بقيادة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ .
ثم يتطرق إلى رحلة العمل والفكر والصحافة، يقول عنها: التحقت بوزارة الإعلام في 1/1/1971م وتدرجت في العديد من الوظائف فعملت مذيعا في الإذاعة، فمديرا للمطبوعات والنشر، ثم مديرا للجنة الرقابة على النصوص والمواد التليفزيونية، وكان آخر عمل لي بوزارة الإعلام مديرا لنادي الصحافة، إلى أن انهيت خدماتي في أواخر عام 1994م . ثم كان للرحبي تجربة مع العمل العام يقول عنها: في نفس العام تم ترشيحي لعضوية المجلس البلدي بموجب مرسوم سلطاني، وتم التجديد لي حتى العام 2001م، استنشقت خلالها عبير العمل العام ومتعة تقديم الخدمة للغير وحل مشاكل المواطنين، وتم الأخذ بتوصياتي في العديد من الملفات على رأسها طريق الباطنة الساحلي، وفي تلك الفترة شغلت عضوية لجنة الخدمات بغرفة تجارة وصناعة عمان. ضمن الكاتب مؤلفه مجموعة كبيرة من الوثائق والنصوص ولوائح القوانين والنظام الأساسي للدولة، وخصص مساحة كبيرة من صفحات كتابه للصور الشخصية له في مراحل عمرية مختلفة، ولأفراد أسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة، تعبر عن مدى ارتباطه بمحيطه الاجتماعي وحبه لأسرته وعائلته.
Source: alwatan.com/details/422465Alwatan كتب:
في ثقافة وفنون 24 أبريل,2021
نسخة للطباعة
											