«الاستشعار عن بُعد» لتحديد مواقع الإصابة بحشرة دوباس النخيل

    • خبر
    • «الاستشعار عن بُعد» لتحديد مواقع الإصابة بحشرة دوباس النخيل

      Alwatan كتب:

      مسقط ـ العمانية: يعد الاستشعار عن بُعد إحدى التقنيات الحديثة الفعالة في دراسة الموارد الطبيعية (تربة، ماء، الغطاء النباتي) والتعرف على أماكن تواجدها وخصائصها.
      وتتيح هذه التقنية إمكانية مراقبة التغيرات التي يمكن أن تطرأ على مختلف الموارد سواء على المدى الزمني القصير أو الطويل في المساحات الشاسعة والتي تتطلب كوادر بشرية وموارد اقتصادية عالية.
      وبالتالي يمكن الاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية في دراسة بحثية على حشرة الدوباس التي تصيب أشجار النخيل التي تمتد زراعتها في مختلف محافظات السلطنة. ولحشرة دوباس النخيل جيلان في السنة وهما الجيل الربيعي الذي يمتد من مارس إلى نهاية مايو والجيل الخريفي حيث تنشط حشرات الدوباس خلال الفترة من نهاية أغسطس إلى شهر نوفمبر، حيث تقوم الحوريات بعد الفقس بامتصاص العصارة النباتية لتتغذى عليها وأثناء التغذي تتراكم العصارة النباتية على شكل ندوة عسلية على سطح أوراق النخيل أو على الزراعات البينية التي تتواجد أسفل النخيل.
      وتعتبر الندوة العسلية المتراكمة أهم أعراض الإصابة بحشرة دوباس النخيل التي يمكن الاستدلال منها على وجود الإصابة ويمكن من خلالها تقييم شدة الإصابة.
      تقنية الاستشعار عن بُعد هي إحدى الوسائل التي يمكن من خلالها الحصول على معلومات من على سطح الأرض من دون أن يكون هنالك احتكاك مباشر بين السطح وبين جهاز التقاط البيانات. وتختلف أجهزة الاستشعار باختلاف مصدر الطاقة المستخدم في تجميع البيانات وهي المستشعرات السالبة التي تعتمد على ضوء الشمس في تجميع البيانات والمستشعرات الموجبة التي تعتمد على مصدر اصطناعي تصدر من نفس جهاز الاستشعار في تجميع البيانات.
      تم بالتعاون بين جامعة نيو انجلاند ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تنفيذ دراسة بحثية ممولة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لدراسة إمكانية استخدام تقنية الاستشعار عن بُعد في تحديد أشجار النخيل المصابة بحشرة دوباس النخيل والتعرف على مختلف مستويات الإصابة حيث اعتمدت الدراسة على صورة تم التقاطها بواسطة القمر الصناعي WorldView-3 لمجموعة من قرى ولاية سمائل والصورة عبارة عن تسع صور تمثل كل منها حزمة ضوئية (طيف ضوئي) أربع منها تمثل الألوان التي يمكن تمييزها بالعين المجردة وتعرف بالطيف المرئي (الأزرق والأخضر والأصفر والأحمر) وأخرى غير مرئية هي البنفسجي وثلاث صور تتبع الأشعة تحت الحمراء وتصل درجة الوضوح /‏الدقة المكانية فيها لـ 2 متر والصورة البانكروماتية والتي تسجل بيانات انعكاس الأشعة فوق البنفسجية بدرجة دقة مكانية تقدر بنصف متر، كما تم تجميع بيانات الإصابة في زراعات النخيل التي تم التقاط الصور فيها عن طريق تقييم شدة الإصابة بحشرة دوباس النخيل في عدد الأشجار مع تسجيل إحداثيات كل شجرة تم تقييمها، كما تم تصنيف بيانات الإصابة لأربعة مستويات هي منعدمة وضعيفة ومتوسطة وعالية.
      كما تم استخدام إحداثيات الأشجار التي تم تقييمها في الحقل لحساب الانعكاس الطيفي من كل حزمة طيفية (صورة من صور القمر الصناعي) ودراسة مدى الارتباط بين القراءات الحقلية وبيانات من صورة الأقمار الصناعية بالإضافة إلى مقارنة متوسط الانعكاس الطيفي لكل حزمة ضوئية مع مختلف مستويات الإصابة.
      وأظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباط معنوي جيد بين الإصابة وبين الحزم الضوئية التابعة للأشعة تحت الحمراء، كما أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق معنوية لمتوسط الانعكاس في الحزم الثلاث الطيفية التابعة للأشعة تحت الحمراء بين مختلف مستويات الإصابة.
      وتشير نتائج الدراسة إلى إمكانية استخدام تقنية الاستشعار عن بُعد في مسح وتحديد مواقع الإصابة بحشرة دوباس النخيل والكشف عن مستويات الإصابة المبكرة بكفاءة تصل لـ 68%، ويلزم القيام بالمزيد من الدراسات البحثية لرفع كفاءة التعرف على مختلف مستويات الإصابة، وذلك عن طريق دراسة طرق تحليل مختلفة صور الأقمار الصناعية أو الاعتماد على فارق تغيير الانعكاس الطيفي على المدى الزمني أو استخدام أجهزة استشعار ذات حزم ضوئية أكبر التي تم استخدامها في الدراسة الحالية.

      Source: alwatan.com/details/422650