رأي الوطن: اهتمام صحي متنام

    • خبر
    • رأي الوطن: اهتمام صحي متنام

      Alwatan كتب:

      منذ بزوغ فجر النهضة المباركة ارتبطت التنمية البشرية ارتباطًا وثيقًا بالجانب الصحِّي للإنسان العماني مثلما ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالتعليم، حيث ارتكزت مسيرة التنمية على جعل الإنسان العماني هو الهدف والغاية والأداة في الوقت ذاته، فكما هو معلوم أن الإنسان الجاهل والمريض غير قادر على القيام بما يتوجَّب عليه، والنهوض بمسؤولياته وأداء أدواره، كما لا يمكنه تحقيق أهدافه وتطلعاته، وأهداف التنمية وقيادة قاطرتها. ومن هنا كان توجُّه المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ توجُّهًا مبدئيًّا أصيلًا؛ ليقينه ـ رحمه الله ـ أن الإنسان المتعلِّم المؤهَّل والمدرَّب المُلِمَّ بالعلوم والمعارف والثقافات والمتمتع بالصحة والقوة، والمحاط بمظاهر العيش الكريم هو منطلق أي عمل تنموي، وهو حافزه الأول وأيضًا هو هدف أي برنامج تنمية أو تحديث، لذلك استمرَّت دعواته الكريمة إلى استنهاض إمكانات المواطن وتأهيله وتثقيفه ورعايته صحيًّا واجتماعيًّا؛ ليكون مؤهَّلًا للقيام بالدور المناط به، ومع مرور كل عقد من عقود النهضة المباركة كانت السلطنة تحقق قفزات رائدة في مضمار التنمية البشرية، وفي القطاع الصحي.
      لقد أخذ هذا الاهتمام يتواصل اليوم في ظل العهد المتجدد للنهضة المباركة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ سيرًا على الهدي وترسُّمًا للنهج الذي اختطه المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس، حيث تمضي مسيرة هذا الاهتمام على نحو ماثل ومقدَّر في ظل ما تشهده دول العالم ومنها السلطنة من تفشِّي فيروس كورونا “كوفيد 19″.
      إن مسيرة هذا الاهتمام بالقطاع الصحِّي الذي أوْلَته السلطنة في ظلِّ نهضتها المباركة أضحت ملموسة للقاصي والدَّاني، وحظي القطاع بإشادات دولية، كيف لا؟ والسلطنة أعطت قطاع الصحة أولوية من أجل تقديم العناية والرعاية، حيث لا تزال الذاكرة محتفظة بتلك الصور الوطنية المجيدة والتي تبرز تلك القوافل الصحية متجشمة الصعاب والطرق الوعرة لكي تصل إلى المواطن، حيث محل إقامته، وتقديم ما يلزمه من تحصينات ضد الأمراض المعدية كالملاريا والسل والجدري وغيرها.
      وتأتي مشاركة السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للملاريا الذي يصادف الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، إيمانًا منها بأهمية مواصلة الاستثمار والعمل الجماعي للقضاء على هذا المرض، وتأكيدًا على ما تُولِيه من اهتمام متنامٍ بقطاع الصحة. فوفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية حول الملاريا في العالم لعام 2020، كان هناك ما يقدَّر بنحو 229 مليون حالة إصابة بالملاريا في جميع أنحاء دول العالم، وبلغ العدد التقديري للوفيات بسبب الملاريا 409,000 حالة
      في عام 2019. وحثَّت المنظمة البلدان على التحرك السريع وتوزيع أدوات
      الوقاية من الملاريا وعلاجها، خصوصًا في هذه المرحلة من تفشِّي “كوفيد19″ في جنوب صحراء إفريقيا، وعلى بذل قصارى الجهود لصون الخدمات الأساسية لمكافحة الملاريا.
      وفي هذا الصدد أثمرت جهود وزارة الصحة بالسلطنة عن تقليل حدوث عدد الإصابات بمرض الملاريا، حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة حوالي 32000 حالة في عام 1990، وفي عام 1991 تمَّ تدشين البرنامج الوطني لاستئصال الملاريا بهدف إيقاف العدوى والقضاء على مستودع الحالات، وذلك بالوصول لمعدل 1 لكل 10000 من السكَّان في عام 2000، وبحلول عام1997 تمَّ الوصول إلى معدل أقل من 1 لكل 10000 من السكَّان، كما تمَّ إيقاف نقل العدوى محليًّا بحلول عام 2004، حيث أنجزت المهمة بنجاح والحمدلله. وهكذا تُقدِّم السلطنة شهادة استحقاقها أمام كل محفل مع كل قطاع من قطاعات التنمية.

      Source: alwatan.com/details/422706