رأي الوطن: لسلامة وجودة غذائنا

    • خبر
    • رأي الوطن: لسلامة وجودة غذائنا

      Alwatan كتب:

      تعدَّى اهتمام السلطنة طوال مسيرة نهضتها المباركة بتوفير الحياة الكريمة للمواطن إلى أن تكون هذه الحياة صحيَّة وسليمة لا تشوبها شائبة تؤثِّر فيما بعد على صحة المواطن، وذلك بتوفير العلاج المجاني، ومتابعته صحيًّا بصورة دورية، ومراقبة الوسط الذي يعيش فيه، والحرص على سلامة البيئة، وأن تكون خالية من أي ملوِّثات، وكذلك مراقبة ما يتناوله ويستهلكه من مواد غذائية، وضرورة أن يكون غذاؤه صحيًّا سليمًا تتوافر فيه جميع العناصر الضرورية.
      لقد تعدَّدت صُوَر هذا الاهتمام عبر العديد من المحطات والمؤسسات التي تُعنَى بصحة المواطن وغذائه، حيث تقوم الجهات المعنيَّة اليوم بدور رائد في تكثيف دورها، والقيام بمسؤولياتها من أجل توفير غذاء سليم وصحِّي وذي جودة عالية. وما يدعو السلطنة شأنها شأن الكثير من دول العالم إلى توجيه بوصلة العناية والمتابعة الأمينة والمراقبة اللصيقة هو تعدُّد مصادر الغذاء، وظهرت على السطح العديد من الشركات المُصنِّعة للغذاء التي أغلبها إن لم يكن كلُّها تسعى إلى تقديم أولوية الربح وجني الأموال على جودة المنتج الغذائي ومدى تطابقه للمواصفات المعتمدة من المؤسسات الدولية والرسمية المعنيَّة بالغذاء، الأمر الذي يُغذِّي حالة التنافس بينها على حساب الجودة والسلامة للغذاء، وهو ما يتطلب اليوم تدخلًا من قبل الحكومات، ووضع آليات رقابة ومواصفات وإقامة مختبرات تُعنَى بمراقبة الأغذية وفحصها والتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات الصحية.
      ويأتي “مؤتمر عُمان لسلامة وجودة الغذاء 2021″ الذي اختتم فعالياته أمس عبر الاتصال المرئي والذي نظَّمته وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وذلك ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء، في إطار ما تُولِيه السلطنة من اهتمام كبير بقضايا الغذاء وصحة المستهلك، والوقوف على كل ما هو جديد معتمد في مجال الغذاء وإنتاجه وتصنيعه، ومعرفة الوسائل والعناصر الحديثة في عملية الإنتاج والتصنيع للغذاء، وذلك لاتخاذ كافة الإجراءات التي تحافظ على صحة الغذاء وسلامته؛ بصفته ركنًا أساسيًّا في منظومة التنمية الصحيَّة بالسلطنة.
      ويهدف المؤتمر ـ كما بيَّن منظِّموه ـ إلى رفع مستوى سلامة الغذاء في السلطنة وفق المعايير الدولية الساعية إلى ضبط الجودة وضمان السلامة في إنتاج وتصنيع وبيع وتوزيع وتقديم المواد الغذائية بشتَّى أصنافها وأنواعها. ويكتسب المؤتمر في الوقت ذاته أهمية من حيث مشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة المعنيَّة بمراقبة سلامة الغذاء على المستويين المحلِّي والدولي، وتبادل المعارف والخبرات والتجارب العملية والعلمية المختلفة على المستويات كافة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا بين الخبراء والمختَّصين في مجالات الغذاء وسلامته، والأوراق العلمية المقدَّمة فيه، خصوصًا وأن العالم يشهد اليوم ثورة كبيرة ومتطوِّرة في مختلف المجالات المرتبطة بالأغذية نتيجة للتقنيات الحديثة الداخلة في الصناعات الغذائية، والذي بدوره يؤثِّر في سلامة وجودة الغذاء، فضلًا عن أن التزايد المطَّرد في أعداد سكَّان العالم له الأثر الكبير في تطوير عمليات إنتاج وتصنيع الغذاء لتلبية الاحتياجات الكبيرة. كما أن اليوم أصبح للذكاء الاصطناعي دور في عملية صناعة الغذاء وسلامته وجودته، مع تعدُّد الابتكارات، الأمر الذي يتطلَّب معه وجود إطار قانوني ونطاق عمل للصناعات الغذائية المتطوِّرة، وإيجاد ظروف تشريعية على مستوى الدول والذي من شأنه أن يضمن سلامة الغذاء في السلسلة الغذائية.
      لا ريب أن المؤتمر يمثِّل إضافة معرفية وعلمية من خلال ما قدَّمه من أوارق علمية، وما ضمَّه من خبرات وجهات متعدِّدة لها علاقة بهذا المجال، وهو مسعًى طيِّب من أجل الحفاظ على صحتنا وعلى سلامة غذائنا وجودته. كما أنه من المهم جدًّا أن يتحلَّى جميع المستهلكين بالقدر الكافي من الثقافة الصحيَّة والانتباه إلى أنواع الأطعمة ومدى مطابقتها للمواصفات الصحيًّة المعتمدة، وذلك حرصًا على صحتهم وضمانًا لسلامة ما يتناولونه من غذاء.

      Source: alwatan.com/details/423114