Source: alwatan.com/details/423187Alwatan كتب:
علي بن سالم الرواحي:
الآية الثالثة عشرة من الجزء الثالث عشر:( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) (يوسف ـ 76).المعنى الإجمالي للآية وقصة السرقة:
وضع يوسف صاع الملك الذهبي المرصع بالجوهر، وهو كيل للطعام تختلف أوزانه على حسب نوع الطعام، في رحل أخيه بنيامين، والرحل ما يوضع في البعير للركوب، ثم نادى منادي الملك: إنّ أخوة يوسف سارقون للصاع، ولمن وجده حمل بعير من الطعام، فقالوا: إنّهم لم يسرقوا، ثم قال المنادي: ما جزاء السارق؟ فقال أخوة يوسف: إن يسترق سارقه فقط، كذا في شرع يعقوب، فبدأ بأوعيتهم لئلا يشكوا في تدبير يوسف، إذ تعمّد أن يضعه في وعاء أخيه ليأخذه حتى يخلصه من كيد أخوته، وحتى يتمهّد في هدايتهم ومعرفتهم في الختام على أنه أخوهم يوسف الذي كادوا له سابقًا، وألقوه في غيابة الجب، وبعد التفتيش والعثور على الصاع في وعاء بنيامين، أخذه يوسف عنده رقيقًا في ظاهر الأمر، وكان عقوبة السرقة في شرع الملك الضرب وتغريم السارق مثلي قيمة المسروق.
وقوله تعالى:(إلا أن يشاء الله) حيث شاء الله له أن يحكم بحكم أبيه يعقوب كما طلب أخوته، ولم يتمكن أن يأخذ أخاه رقيقًا في حكم الملك لولا هذه المشيئة الإلهية، والله يرفع الدرجات من تحلّى بالنبوة وبالعلم وبالإيمان (التقوى)، والله سبحانه فوق كل ذي علم، إذ علوم الخلق لا تعدو شيئًا أمام علم الله، فالخلق كلهم لا يعرفون عدد ذرات ورقة واحدة من الشجرة الواحدة.
محل الإشكال:
1- (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ).
2- (مَنْ نَشَاءُ).
سبب الإشكال:
الإجمال فيهما وعدم التفصيل.
حل الإشكال:
1 – أن يشاء الله في شرع يعقوب.
2 – من نشاء حسب النبوة والعلم والإيمان، وبتعبير آخر: حسب العلم لأنه مؤشر واحد في القياسات الثلاث، فالعلماء أكثر عباد الله خشية له، كذلك بدليل قوله سبحانه (فوق كل ذي علم عليم).
* كاتب عماني
رفع الإشكال الموهوم عن ثلاثين آية
- خبر
-
مشاركة
-
مواضيع مشابهة