ولنا كلمة: بين الوعود والممكنات

    • خبر
    • ولنا كلمة: بين الوعود والممكنات

      Alwatan كتب:

      طالب بن سيف الضباري:
      ​أقدم عدد من المسؤولين في الحكومة بعيد حصولهم على الثقة السامية وتسلمهم حقائب وزارية على إطلاق وعود لمعالجة العديد من التحديات، والقضاء التدريجي على مجموعة المعوقات والبيروقراطيات في الإجراءات التي تعيق تقديم الخدمة بالشكل الذي يطمح إليه المجتمع، وتناسوا أن ذلك يحتاج الى الكثير من الممكنات لتجاوز ذلك ولعل من أبرزها الأنظمة والتشريعات والقوانين التي تنظم عملية تقديم الخدمة والمرتبطة ليس بالوحدة التي يمثلها المسؤول وإنما بعدد من الوحدات الأخرى، فهي تعتبر منظومة معقدة بعض الشيء تنطلق من استقلالية كل وحدة فيما تراه صالحا من اجراءات ويتناسب مع ترجمتها لأهدافها ومهامها واختصاصاتها، وبالتالي انصدموا بهذه الحقائق التي تعارضت مع تطلعاتهم وتوقعاتهم في تحديد الفترات الزمنية للانجاز الذي كانوا يرجون تحقيقه ليواكبوا سرعة احتياجات ومتطلبات المجتمع من هذه الخدمات، فملفات الخدمات التي تحتاج الى معالجة اعتقد انها حتى الآن تفتقر الى العديد من ممكنات المعالجة ليس فقط الاسراع في تغيير التشريعات والقوانين وانما ايضا في الارتقاء بمن سيتولى العمل على قيادة تغيير المشهد من بين المنفذين القائمين على عملية تقديم الخدمة لأفراد المجتمع.

      ​بالإضافة الى الأدوات المستخدمة في تقديم الخدمة عبر منظومة عمل تقني وبرامج تفاعلية قادرة على تقليل الفترة الزمنية وجودة الأداء والمنافسة عالميا في استقطاب الاستثمار، والتقليل أو القضاء على تلك المجاميع التي تتكدس امام منافذ الخدمة او تقطع طريق المسؤول بحثا عن الاستثناء او تصب جام غضبها عبر شبكات التواصل الاجتماعي طلبا للحصول على الخدمة المستحقة، نعم هناك ملفات شائكة وهناك صدق في النية لدى من أطلق تلك الوعود وحدد المواعيد للانجاز إلا أن القراءات لم تكن موفقة وتحتاج الى بعض التريث ودراسة الواقع من كافة جوانبه، فالمنطق يستدعي أن تكون هناك فترة زمنية لأي قيادة يسند اليها ادارة وحدة خدمية وهي ليست لديها إلمام كامل بالمكونات والممكنات المادية والبشرية، لدراسة تلك المعطيات وقدرتها على التفاعل الايجابي مع ما تحمله من رؤية وأهداف التغيير المطلوب، أذكر ان هناك بعض القيادات التي تشرفنا بالعمل معها خلال الفترة الماضية تتجنب أن تعد بشيء قبل ان تمتلك الأدوات التي تضمن فيها المصداقية أمام الرأي العام، خاصة في الموضوعات التي تتشارك فيها مع بعض الجهات، فنحن كنا نرى من زاويتنا الاعلامية أن الاعلان المسبق عن تقديم خدمة يعتبر استقراء للرأي العام حول مدى تقبله تلك الخدمة ، الا ان واقع الحال كان بالنسبة لتلك القيادات عكس ذلك لانها تدرك بان هناك ربما ستكون وجهات نظر تتعارض مع توجهها وتحتاج الى عشرات الاجتماعات للوصول الى رؤى مشتركة للتنفيذ.

      ​ولنتكلم بواقعية .. حتى اليوم لايزال هناك تمسك قوى بوجهات نظر تعيق بعض المشاريع التي تهدف الى التطوير ويراها المنفذون في بعض الوحدات أنها تتعدى على اختصاصات الوحدة التي يمثلونها، دون ان يكون لديهم عمق تفكير بما سوف تحدثه من تغيير في المشهد السياحي والجمالي للمنطقة، فالوحدة الخدمية المعنية توافق بعد دراسة ميدانية للمشروع وإعطاء التصاريح المطلوبة للبدء في التنفيذ، انطلاقا من توجيه وتوجهات تستند عليها ثم تأتي وحدة أخرى فتعارض تلك الموافقة وتعطل المشروع بسبب قراءة غير دقيقة ومتعمقة من قبل منفذ اعتمد على المعطيات المتوفرة لديه على الأوراق ولم يشاهد تلك الموجودة على الارض والنقلة النوعية التي ستحدثها للحركة الاقتصادية والسياحية والجمالية للمحافظة او الولاية، من هذا المنطلق كيف يمكن لمسؤول أن يطلق وعودا لسرعة انجاز عمل ما ولديه مثل هذه النوعية من المنفذين؟ لذا فإن واقعية الطرح في ظل هذه الأوضاع تحتاج الى المزيد من التريث والعمل على تغيير المفاهيم لدى الصفوف الامامية من المنفذين.

      أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
      Dhabari88@hotmail.com

      Source: alwatan.com/details/423243