رأي الوطن: إلى متى الاحتلال والحصار والتجويع؟

    • خبر
    • رأي الوطن: إلى متى الاحتلال والحصار والتجويع؟

      Alwatan كتب:

      بينما يُعزِّز المُتدخِّلون في الشَّأن السوري الداخلي والمتآمرون على سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها وجودهم غير الشرعي، وتدخُّلاتهم الخارجة عن القانون الدولي وعن الشرعية الدولية، تتواصل وسائل الإيذاء كالتجويع والتعطيش والاعتداء بمختلف ألوانه ضد الشعب السوري، ما يؤكِّد أنَّ ما حيك بليل ضد سوريا لا علاقة له لا من قريب أو بعيد بكُلِّ ما رفعه المتآمرون والمُتدخِّلون من شعارات إنسانية وديمقراطية وحرية وعدالة ومساواة وغير ذلك، وإنَّما الأمر يتجاوز بمراحل هذه الشعارات.

      كُلُّ الأدلَّة والشواهد التاريخية التي تتزاحم في المشهد للإقليم، وخصوصًا الدول العربية التي تمَّ تدميرها وإسقاط حكوماتها، والإتيان بأسماء وشخصيات بديلة وتابعة للغازي والمُتآمر الأجنبي، سواء كانت تحمل جنسيات مزدوجة أو خانت وطنها وباعت ذممها لأسيادها، تؤكِّد بما لا يدع مجالًا للشك أنْ لا علاقة لكُلِّ ما رفعه الغُزاة والمُتآمرون من شعارات برَّاقة بالواقع الذي تعيشه شعوب تلك الدول. بل إنَّ هذه الشعارات كانت مجرَّد خدعة لاستمالة عوام الناس وأنصاف المثقفين، والرافضين لهذا النوع من العمل العدائي والتدخُّل غير القانوني وغير الشرعي، ولحشد التأييد الدولي، وشقِّ الصَّف لهذه الشعوب المستهدفة بدغدغة عواطف فئات من مكوِّنات النسيج الاجتماعي، والتي ينتابها شعور أو وهم التهميش وقلَّة الاهتمام والرعاية على عكس ذوي بعض الطبقات وغير ذلك، وهذا ما لعب دورًا كبيرًا في خلخلة الوضع، وتسهيل الغزو والأعمال العدائية والتدخُّلات غير القانونية في الشؤون الداخلية، ومكَّنَ الغُزاة والمُتآمرين من التدخُّل وبعْثَرة النَّسيج الاجتماعي، وتبنِّي مكوِّنات أو شخوص على حساب أخرى، وتأليب مكوِّنات على غيرها لشقِّ الصَّف وعملًا بسياسة “فرِّقْ تَسُدْ” على النَّحْو الذي يشاهده الجميع اليوم بصورة بارزة ومريعة ومثيرة للاشمئزاز، حيث تعمل مكوِّنات لصالح الغُزاة ومن أجْل المُحتلِّين والمُتآمرين ضد أوطانها وعلى حساب الشعب ورخائه واستقراره وأمنه، فكم هو مؤلم ومُخزٍ أن تنبري مكوِّنات مجتمعية لخدمة المُحتلِّين والغُزاة والمُتآمرين وتخون أوطانها في الوقت الذي يفرض فيه هؤلاء الغُزاة والمُحتلُّون والمُتآمرون العقوبات الاقتصادية الجائرة وفرض سياسة التجويع والتعطيش، والمؤلم أكثر أنَّ هؤلاء لم يقفوا عند حدِّ عقوباتهم الجائرة وسياساتهم الظالمة، وإنَّما أوعزوا إلى أدواتهم ومتخادميهم لتدمير محطات وأبراج الكهرباء ومحطات المياه، وتسميمها وتلويثها.

      وحين يتابع المرء ما يجري في الدول العربية المستهدفة وما حلَّ بها، ويشاهد الأوضاع المأساوية، معيشيةً كانت أو صحيَّة أو خدماتية أو أمنية يقف مصدومًا ممَّا تراه عَيْناه من سلوكيات وتصرُّفات وسياسات، سواء من قِبل الغُزاة والمُتآمرين أو من الأدوات والعملاء والخونة. ففي الوقت الذي يبحث فيه أبناء البلد (في سوريا وغيرها من دول الإقليم المستهدفة) عن كهرباء تُعينهم على مجابهة ظروف الطقس وتقلُّباته، أو عن قطرة ماء نظيفة تطفئ ظمأهم، أو رغيف خبز يسدُّ رمقهم، تستمرُّ سرقة ثرواتهم ومُقدَّراتهم من نفط ومحاصيل زراعية وحبوب ونهبها، ويمنعهم الغُزاة والمُتآمرون من الاستفادة من خيرات بلدهم وثرواته، بل ويفرض عليهم قوانين الحصار الآثمة.. فيا تُرى إلى متى ستظلُّ هذه الكوارث والنكبات؟ ومتى ستتوقف أعمال الخيانة والعمالة؟ وإلى متى سيبقى الاحتلال والغزو الأجنبي جاثمًا على صدر الإقليم؟

      Source: alwatan.com/details/431966