ولنا كلمة: فواتير الكهرباء تصعق المواطن

    • خبر
    • ولنا كلمة: فواتير الكهرباء تصعق المواطن

      Alwatan كتب:

      طالب بن سيف الضباري:
      في الوقت الذي كان المواطن ينتظر الفرج للتخفيف عن كاهله من جملة الالتزامات التي فرضت عليه، للوقوف مع الحكومة في معالجة تداعيات الازمة التي تمر بها البلاد ، من خلال زيادة في الرسوم وفرض رسوم جديدة وضرائب وارتفاع في استهلاك بعض الخدمات الاسعار الخفية غير المنظورة ، أصبح يواجه تحديا اخر اكبر وهو فاتورة الكهرباء بعد ان رفعت الحكومة يدها عن الاستمرار في تقديم الدعم لكي يتحمله المواطن الذي صعق بأرقام مع نهاية كل شهر لم يعتد عليها يصل بعضها الى اكثر من ثلاثة اضعاف ما كان يدفعه قبل رفع الدعم ، هذه الخدمة التي استقبلها الكثير مع بداية النهضة المباركة قبل حوالي خمسة عقود في قراهم بالافراح والاهازيج واطلاق العيارات النارية على اعبتار انها لم تنر الطريق او المكان وانما سبب في انارة العقول من خلال خدمة مجالات التعليم وانتشارة في مختلف ربوع السلطنة ،تشكل بالنسبة إليه اليوم تحديا مطالبا ان يواجهه على الرغم من الظروف التي تحيط به ، وان يتحمل تلك الاخطاء التي ارتكبت في هذا القطاع والانفاق غير المبرر على الهيلكة ذات الفاتورة عالية الكلفة التي صرفت على انشاء شركات وتفصيلها لتوظيف اشخاص يحظون بأجور وامتيازات ما انزل الله بها من سلطان ، في الوقت الذي يدار فيه هذا المرفق الخدمي من خلال قطاع في وزارة ثم حول الى هيئة بتكلفة معقولة غير مرهقة لخزينة الدولة وان كانت امتيازات موظفيها تختلف عن الموظفين العاملين في اجهزة قطاع الخدمة المدنية الاخرى.

      ومع ان الصعق الكهربائي الذي بات يتألم منه المواطن مع بداية كل شهر منذ بدء التطبيق، والارتفاع التدريجي في مؤشر مبلغ الفواتير الا انه حتى الان لم يجد تلك الاذان الصاغية التي ينتظرمنها ان ترسل له رسالة اطمئنان بالعمل على معالجة الارتفاع وتقديم مقترحات تسهم في انخفاض المؤشر ، فرسالة الحكومة للاسف الشديد مبنية دائما على لوم المواطن في المقام الاول، المطالب بالترشيد وعدم الاسراف في الاستهلاك وتلك في المجمل قاعدة عامة لابد من الاخذ بها ، الا ان رب الاسرة الذي لديه عائلة كبيرة ماذا يفعل في فصل تصل درجة حرارته على مشارف الخمسين درجة وفي المتوسط 35 درجة في تطبيق تلك التوجهات بالشكل الذي يراد لها ، فلابد ان من استخدام عدد من اجهزة التكييف وان تبقى الثلاجات دائمة التشغيل للمحافظة على بعض المواد الغذائية وان يستخدم بعض الابناء الاجهزة الالكترونية للدراسة عن بعد او حتى للالعاب وغيرها من الاستخدامات التي اصبحت ضرورية في حياة الفرد والاسرة ، فهل في هذا الوضع مطالب ان يستغنى عن تلك المسلمات الاساسية حتى يحافظ على اقل تكلفة للفاتورة الشهرية ؟ أم انه يستمر وتتراكم عليه المبالغ ثم تقطع عنه الخدمة ويحال الى المحاكم للمطالبة بالدفع ؟ .

      صعق فواتير الكهرباء للاسف الشديد طال كل الاسر حتى تلك التي يقال عنها انها لم يرفع عنها الدعم بسبب الاغلاقات المستمرة لمواجهة جائحة كورونا ، الا ان الاكثر تضررا اولئك الذين لم يكونوا من بين المحظوظين من ذوي الدخول العالية والامكانيات المادية او ممن دخولهم متدنية ، فهم من اصبح يساهم بشكل اكبر في تعويض خسائر شركات الكهرباء وجشع الشركات المسند اليها تشغيل هذا المرفق من قبل الحكومة ، وبالتالي فان التفاعل والاصوات المتعالية في شبكات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية والمناشدات المتكررة من مختلف شرائح المجتمع لوقف هذا الارتفاع ،يدل على حجم المعاناة والتي اصبحت تؤرق المواطن لتأثيرها السلبي على دخله الشهري المنعكس على وضعه ومستواه الاجتماعي ، فالمئة ريال التي سيدفعها اضافة على المعدل الذي كان يدفعه في السابق سيؤدي به الى التخلي عن الكثير من الالتزامات التي تحتاج اليها الاسرة ، في الوقت اوقف دخله الشهري عن الحراك منذ فترة بل تعدى ذلك الى الاستقطاع منه في تمويل صندوق الامان الوظيفي من ناحية وزيادة رسوم الخدمة من ناحية اخرى.

      فهل من بارقة امل تسهم في ايقاف هذا النزف المستمر من دخل المواطن وان لا يكون في مقدمة فكر اولئك الذين اوكلت لهم مهمة انقاذ الاقتصاد من التراجع ، وان يحظوا ولو بقدر من الامتيازات على الاقل تخفيض تعرفة الكهرباء لتعويض ما سبق وان قدموه ولا يزالون يقدمونه من مساهمات والتي في المجموع يمكن ان تؤخذ من واحد او اثنين ممن استفادوا طوال السنوات من خيرات الوطن واثروا باسمه .

      أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
      Dhabari88@hotmail.com

      Source: alwatan.com/details/431955