بوح الخزامى: يوما ما سيرحل (كورونا)

    • خبر
    • بوح الخزامى: يوما ما سيرحل (كورونا)

      Alwatan كتب:

      سميحة الحوسنية:
      مازال العالم يعاني من اجتياح كورونا وسيطرته وفرض قيوده وتغيره للكثير من المفاهيم وأنماط الحياة الطبيعية التي اعتدنا عليها.
      لقد اصبح ارتفاع الأعداد وانخفاضها شاغل العالم الوحيد في هذه الأزمة والظروف الاستثنائية نترقب الأخبار عبر مختلف وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي وقلوبنا مفعمة بالخوف والذعر من الصدمات التي تتوالى علينا من تلك السيناريوهات المخيفة لأحداث كورونا اليومية.
      جائحة كورونا وما تحمله من أسرار عجيبة تذكرة بقدرة وعظمة الله تعالى، ولكي يدرك البشر حجمهم الطبيعي وضعفهم أمام هذا الفيروس الذي دق عن النظر وانهار أمامه الجبابرة، وحيّر العلماء.
      ومن هنا يجب على البشر أن يتضرعوا إلى الله تعالى ويدعوه مخلصين برفع ما أحلَّ بهم من بلاء عظيم.
      فمنذ سيطرت كورونا على العالم والطواقم الطبية في جميع مستشفيات السلطنة تبذل الكثير من الجهود، فهم الجيوش البيضاء التي تحمي النسيج العالمي وخطوط الدفاع الأمامية وابطال قصة جائحة كورونا التي كتبوها بحبر تضحياتهم ووفاءهم لهذا الوطن الغالي .. فالخطر يحدق بهم من كل حدب وصوب، ولكن كان الوفاء والإخلاص وروح المسؤولية وأرواح البشر من أولى اهتماماته، فهم يعيشون في كل يوم حكايات متجددة مع المرض والموت والحياة ويشهدون تلك الحرب الطاحنة التي تشنها جحافل كورونا وتحوراته العجيبة، وهناك في المستشفيات لايوجد غير صوت الأجهزة وأنين المرض وأصوات الطواقم في غرف المرضى وخطواتهم السريعة نحو غرف العناية المركزة، وقد انشغلوا بهذه الجائحة وقلوبهم تنبض شوقًا لأسرهم وفلذات أكبادهم، فلم يعد هناك استمتاع حقيقي بإجازاتهم، فهناك من ينتضرهم ليلًا ونهارًا على الأسرة، بينما يعيش البعض منعمًا بين أهله وأصدقائه ويعيش حياته بدون الالتزم ويخالط الناس ويحضر التجمعات والمناسبات بشتى انواعها من وراء ستار الظلام، ثم يعود لينعم بليلة مطمئنة في كنف أسرته غير مبالٍ بتلك الطواقم الطيبة والاعباء التي تترتب عليهم وتثقل كاهلهم وتبعد المسافات بينهم وبين أهاليهم من أجل انقاذ الأرواح، فيأتي محملًا بحقائب تحمل قصصًا أخرى للفقد والوجع .. وتتوالى الموجات موجة تلو الأخرى والعالم يعيش هذا الصراع المؤلم.
      في هذا العيد عيد الأضحى المبارك اختلفت الكثير من الطقوس فلا زيارات ولا تواصل حقيقي بين الأسر ولا صلة رحم بين الأهل إلا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فكانت تجربة الحظر التام لمدة ٤ أيام تجربة جديدة عاشها المجتمع العماني بسبب الظروف الصحية وتفشي الوباء وكثير من الناس أبدو استياءهم تجاه قرار الحظر والذي أتى لمصلحة الجميع، فليشكر الله من أتاه العيد وهو بين أسرته لا يعاني من اوجاع الفقد وحرقة الوداع ..فهناك عائلات كانت الجنائز تخرج منها الواحدة تلوى الأخرى.
      يومًا ما سيرحل (كورونا) وستعود الحياة إلى طبيعتها وستفتح الأسواق والأماكن الترفيهية وستطوى صفحة (كورونا) للأبد، ولذاك الوقت لابد من اتحاد وتعاون مجتمعي من أجل الحد من تفشي انتشار الفيروس ويجب على كل أسرة ان تتخذ التدابير المناسبة لذلك يجب عدم التهاون في الأمر ولاسيما أن أعداد الاصابات والوفيات بين مد وجزر، فلايكاد منزل يخلو من حالات المرض والوفاة، فيجب على المواطنين والمقيمين على أرض الوطن أن يكونوا أكثر وعيًا وإدراكًا للحد من انتشار المرض.
      حقيقة الوضع الآن يحتاج منا مزيدًا من الحرص والتقييد وخاصة بعد الحظر التام الذي اتخذته اللجنة العليا في أيام عيد الأضحى المبارك نظرًا للمؤشرات والمعطيات .. لابد أن نتفادى التجمعات بشكل كبير والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع ونشر روح التحفيز والتشجيع لأخذ الطعوم للوقاية من المرض ودحض الإشاعات، فلا وقت لتلك الخزعبلات السلبية، نحن امام فيروس شرس لا يفند بين الصغير والكبير علاوة على ذلك نسمع عن الكثير من الحالات التي تماثلت للشفاء واستبشر أهاليهم بعودتهم، وفجأة تراجعت حالاتهم ليكون مصيرهم الموت.
      مازال كورونا يخبئ في جعبته الكثير من الأسرار ليكون اللغز الذي لم يجدله العلماء إجابة.

      * مراسلة (الوطن) في الخابورة

      Source: alwatan.com/details/433185