نور البطاشية : أولوياتي أن أجعل المتلقي يفهم نفسه من خلال أعمالي وأفكاري

    • خبر
    • نور البطاشية : أولوياتي أن أجعل المتلقي يفهم نفسه من خلال أعمالي وأفكاري

      Alwatan كتب:

      اليابان محطتها الفنية الأبرز وتوجت بالمركز الأول

      كتب ــ خالد بن خليفة السيابي:
      الألوان معزوفة الفن التشكيلي والفكرة الفنية وميض تقتنصها وتتقبلها ذائقة الفنان، لتعطي إشارة البدء لرسم وتشكيل وتقديم الفكرة كمشهد للمتلقي عبر عمل فني متكامل، يسافر من خلالها الأخير نحو عوالم الجمال المختلفة، ويحسب للفنان اصطياد الفكرة وصقلها والعمل على تنفيذها وتسخيرها لمحبي الفن بكافة أنواعه وأشكاله.

      من هؤلاء الفنانة التشكيلية العمانية نور الهدى البطاشية التي سخرت حياتها للفن وتعمقت في بحوره واكتشفت أسراره لترتعش ذائقة المتلقي ويتنفس اكسجين الحياة الفنية من خلال أعمالها الرصينة التي أوصلتها دولة اليابان في شرق القارة الآسيوية ولم تكتف بالمشاركة بل تجلت في سماء الساموراي (اليابان) وحصدت المركز الأول في إحدى المسابقات الفنية ليكون هذا الحصاد بمثابة الوقود الذي دفعها للعطاء والجهد والمثابرة لتقديم أعمال فنية تسر الناظرين العاشقين للفن التشكيلي.

      وفي هذا الإطار وحول حياتها الفنية تقول : الفن التشكيلي هو المتنفس الذي يبعدني عن ضغوطات الحياة، حيث وجدت نفسي في عالم الفن من سن مبكرة ، فتعمقت فيه ووجدت ذاتي فيه واكتشفت من خلاله كياني، ومن أنا ومن أكون وما هي غايتي في الحياة، لذلك الفن يعني لي كل ماهو جميل ومثير وراق، ورسالتي في الفن أن أجعل كل شيء نراه أجمل وذا معنى أعمق، ومن أولوياتي أن أجعل المتلقي يفهم نفسه من خلال أعمالي وأفكاري، وغايتي من الفن أيضا إبراز جمال وسحر السلطنة سواءً في تاريخها او شخصياتها او سماتها العامه ككل. وأضافت: بدايتي في سن مبكرة جعلتني أتمكن من رسم أعمال قوية ورصينة وذات مستوى عالي بالنسبة إلى صغر سني، فمنذ الصغر كنت أرسم الشخصيات الكرتونية المفضلة لي وكنت أتميز بين اقراني في المرحلة الدراسية الابتدائية بمهارتي في الرسم، ثم بالمثل في المرحلة الاعدادية، أما في نهاية عام 2015م قررت أن أهتم وأطور من موهبتي وأصقلها بشكل علمي ومدروس من خلال المطالعة ومشاهدة تجارب من سبقوني في هذا المجال سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي، ومع تقدم الوقت والتجربة قمت بالمشاركة في أول مسابقة فنية لي وكانت في اليابان (KAO) وفزت بالمركز الاول فيها وذلك كان أول انتصار بمسيرتي الفنية وكان الحافز القوي لإكمل مسيرتي الفنية إلى ما وصلت اليه اليوم من خلال مشاركاتي المستمرة وقطف ثمار تعبي بالفوز في عدد من المعارض التي أقيمت في السلطنة.

      وحول المدرسة الفنية الأقرب إلى ذائقتها قالت : المدرسة الواقعية الاقرب لي حالياً لان من خلالها يمكننا فهم كل شيء حولنا وأيضاً تساعدنا على تدبر قدرة الله سبحانة وتعالى في خلقه، وبطبيعتي أهتم بالتفاصيل الدقيقة والعمق، وكما هو معروف المدرسة الواقعية تعتبر الانطلاقة المناسبة للمدارس الفنية الاخرى، فقد بدأت أرسم في المدرسة التكعيبية و الوحشية بسببها.

      وبطبيعة الحال بعض الأعمال لدى الفنان تترك بداخله صدى مختلفا ومن هذه الأعمال العمل الفني ( كفاح ) الذي تغنت به وقالت : كفاح يأتي كثاني لوحة بورتريه بألوان الزيت واستغرقت لإنهائها 24 يوما فقط ، (كفاح) من أقرب اللوحات إلى قلبي لعدة دوافع ومنها نظرتها التي تمثل الانكسار ولوعة المعاناة والالم لكن رغم هذا الوجع ومع الاصرار والصبر والقوة لم ترفع راية الاستسلام بل على النقيض قاومت تحديات الحياة والزمن، و(كفاح) تمثل حياة كل شخص فينا ، بحكم أن كل فرد يمر بظروف وصعوبات قاهرة لكن مازال يقاوم و يواجهها بكل قوة وعزم، عمل (كفاح) يتميز بكثرة التفاصيل الواقعية مثل مسامات وتجاعيد البشرة وأيضاً نظرتها التي تلاحق الشخص وتنظر اليه في الاتجاهات الأربعة. ومن الأعمال التي أفتخر بها أيضا لوحة بعنوان (رجل السلام) قمت برسمها بمناسبة العيد الوطني الخمسين كشكر وتمجيد وولاء للسلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه. وعمل ثالث بعنوان (نخوة ) فالنخوة صفة عربية وخلق إسلامي يميز مجتمعاتنا عن غيرها وتأتي بمعنى الشهامة والقدرة على حمل الأمور العظام والتصرف عند الحاجة وهي صفة تتجسد تماماً في شخصية الرجل العماني الأصيل. وأكدت ( البطاشية) أن هناك وجه شبه يجمع عددا من الفنون ومنها الرسم و الموسيقى و الشعر، جميعها من الفنون المرتبطة في بعضها البعض، لانها تعبر عن احاسيس منفذها ، حتى وإن كانت لا تعبر عن مُنفِذها بشكل كلي لكنها تأخذ منه شيئاً من احساسه و طابعه ، كمثال لذلك نفضل أعمال فنان محدد عن غيره حتى لو كانوا يرسمون في نفس المدرسة الفنية ، لكن في الفنان المفضل لدينا وجدنا شيئا يلامسنا من احساسه، وهذا أيضا ينطبق في تمازج الشعر والموسيقى .

      Source: alwatan.com/details/433261