تفكيك الأونروا المستحيل إلا بعودة لاجئي فلسطين

    • خبر
    • تفكيك الأونروا المستحيل إلا بعودة لاجئي فلسطين

      Alwatan كتب:

      علي بدوان:
      وكالة الأونروا الشاهد التاريخي والأممي والقانوني على نكبة فلسطين، باقية حتى انتهاء مهامها بعودة كل لاجئ فلسطيني إلى أرض وطنه التاريخي. هذا الكلام ليس ضربًا من الطوباوية، أو هذرًا يُطلق على عواهنه، بل هو حقيقة لن تموت بالرغم من مرور أكثر من سبعين عامًا من نكبة فلسطين، وتشريد نحو 65% من شعبها إلى خارج وطنهم التاريخي إلى سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية والقطاع.
      محاولات ومشاريع تفكيك وكالة الأونروا، التي تسعى إليها منذ سنواتٍ طويلة دولة الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأميركية، انتهت تمامًا. فالوكالة مستمرة في عملها، بغضِّ النظر عن (الشح) المتواصل في ميزانيتها العامة نتيجة اتساع برامجها وازدياد أعداد لاجئي فلسطين، الذين تقوم بتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والإغاثة الاجتماعية لهم.
      إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تؤكد من جديد التزامها بإقامة شراكة مع وكالة الأونروا بعد سنوات من الجفاء بينهما، وبعد سنوات من القطيعة التي حكمت العلاقة بين الوكالة والإدارة الأميركية السابقة، وبعد انتهاء مفعول القرار الأميركي السابق الذي اتخذته الإدارة الأميركية السابقة بقيادة دونالد ترامب.
      إذًا، الدول المانحة للوكالة ما زالت تُقدم مساعداتها، وآخرها (سنغافورة) التي دخلت على خط الدول المانحة للوكالة قبل شهرٍ مضى عبر تقديمها مبالغ مجزية للوكالة تعدَّت خمسة ملايين دولار لخدمات الوكالة، نقيضًا للموقف الأميركي السابق عندما أوقفت الإدارة الأميركية السابقة مساهمتها السنوية بالميزانية العامة، فقامت بتمويل أعمال ومهام وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، قبل عامين، والبالغة نحو (360) مليون دولار. وقد سَبَقَ وأن أطلقت واشنطن سلسلة من التهديدات بحق (الأونروا) خلال العقدينِ الماضيينِ، بل وأكثر من ذلك حاولت مراتٍ عدَّة طرح مسألة إنهاء خدمات الوكالة وإحالتها على التقاعد.
      إن وكالة الأونروا جهة دولية مؤثرة، لا يُمكن الاستغناء عنها إلَّا بعد زوال أسباب قيامها بعودة لاجئي فلسطين إلى أرض وطنهم التاريخي وفق قرار الجمعية العام للأمم المتحدة، الرقم (202)، والصادر بتاريخ 11/12/1948. لذلك يفُترض أن تستمر في عملها بعيدًا عن الضغوط الأميركية التي مورست ضدها في سنواتٍ ماضية. وهو ما يحصل الآن على كال حال، في ظل تحرر الوكالة من الضغوط الخارجية الأميركية و”الإسرائيلية”، ورفعها لمنسوب دعمها للوكالة.
      إن وكالة الأونروا، الهيئة الدولية، الأوسع والأكبر في المنظومة الدولية، تجد نفسها الآن، في وضعٍ مريح، قياسًا للفترات السابق. حيث بات التدفق المالي للوكالة أفضل منه عن الفترات الماضية، مع العطاء المتزايد للوكالة من الدولة المانحة التي ازدادت مستويات دعمها.
      إن وكالة الأونروا تعني نحو خمسة ملايين فلسطيني، وبالتالي فإن مهامها عظيمة وكبيرة، ولا يمكن استسهالها، نظرًا للمهام التي تقوم بها تجاه مجتمع لاجئي فلسطين في مناطق عملياتها الخمسة (سوريا + لبنان + الأردن + الأردن + الضفة الغربية والقدس+ قطاع غزة).
      وعليه، إن وكالة الأونروا هيئة دولية مُعتبرة، لا يمكن المساس بها، أو إحالتها على التقاعد، بل تُعد بمثابة مؤسسة من مؤسسات الأمم المتحدة، التي لا يمكن المساس بها تحت أي ظرف كان. بل يتوجب تعزيز حضورها، وتدعيم وجودها ودعم ميزانيتها العامة.
      أخيرًا، يُعَدُّ المجتمع الفلسطيني في سوريا مجتمعًا فتيًّا بامتياز، تتسع قاعدته العمرية الصغيرة باطراد مع مرور الزمن، بفعل عامل الخصوبة لدى المرأة الفلسطينية وظاهرة النمو السكاني، حيث تزداد أعداد أفراد المجتمع الفلسطيني في سوريا بمعدل شِبه ثابت، وهو ما يؤدي لزيادة أعداد لاجئي فلسطين في سوريا.

      كاتب فلسطيني ـ دمشق

      Source: alwatan.com/details/433334