Source: alwatan.com/details/433460Alwatan كتب:
هيثم العايدي:
في الوقت الذي يعاني فيه العالم من انعدام العدالة في توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا, ومع توالي التحذيرات من أن التأخر في إتمام التطعيمات يهدد بظهور متحوِّرات جديدة تقاوم اللقاحات الموجودة.. تأتي جدلية أهمية الجرعة الثالثة أو الجرعة المعزِّزة والتي شرعت بعض الدول فعلًا في إعطائها لتفاقم من التباين في إعطاء اللقاحات بين الدول، وتضع تهديدا بالعودة للمربع الأول في مكافحة الجائحة، حيث إن زيادة انتشار الوباء يفتح المجال أمام المتحوِّرات الجديدة، والتي منها ما قد يكون مقاوما للقاحات.
وجاء موقف منظمة الصحة العالمية الداعي إلى تعليق تقديم جرعات معززة من اللقاحات متسقا مع الاحتياجات الآنية في مواجهة الجائحة, إذ إن هذا التعليق سيعمل على توفير جرعات يمكنها تطعيم 10% على الأقل من السكان في كل بلد حول العالم، خصوصا وأن خطط إعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات لفئات حصلت بالفعل على جرعتين سوف يؤدي إلى حرمان الدول الفقيرة من اللقاحات.
وفي هذا الصدد يقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم “لا يمكننا ولا يجب أن نقبل أن تقوم الدول التي استخدمت بالفعل معظم الإمدادات العالمية من اللقاحات باستخدام المزيد منها، في حين أن أكثر الأشخاص احتياجا في العالم لا يزالون غير محميين”، داعيا إلى تعليق اللقاحات إلى أن تلحق الدول الأخرى بالركب.
وعلى الرغم من أن فكرة إعطاء جرعة معززة موجودة في علم اللقاحات والوبائيات منذ القدم، وهي ليست بفكرة جديدة، حيث إن الهدف منها هو زيادة نسبة الأجسام المضادة في جسم المطعَّم، وتعزيز المناعة وتكون بمثابة تذكير لإنشاء مضادات وتقوية المناعة.. إلا أن هذه الحقيقة تصطدم بالتوقيت، حيث إن جرعات اللقاحات غير متوافرة بشكل كافٍ على مستوى العالم, كما أنه ما من دولة في العالم بمنأى عن الخطر حال ظهور متحوِّر خطير في دولة أخرى، وأبرز مثال على ذلك هو المتحوِّر دلتا الذي ظهر بداية في الهند قبل أن يعيد معظم دول العالم إلى الإغلاقات.
ويعزز من ذلك أيضا أن وكالة الأدوية الأوروبية قالت إنه “حتى الآن، لم يتم جمع بيانات كافية عن فترة الحماية من الدراسات وحملات التطعيم، ولذلك فإنها لا ترى أي أساس حتى الآن لجرعات تعزيزية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا”.
وإذا كانت الاعتراضات على منع الجرعة الثالثة تنبع من حرص كل دولة على اتخاذ قراراتها بسيادية تامة وبما يحافظ على سلامة سكانها.. إلا أن المصلحة البحتة تقتضي الوضع في عين الاعتبار أن مواجهة الجائحة والقضاء عليها جهد جماعي، وأي إخفاق في هذه المواجهة في أي مكان في العالم سيرتد سلبا على الجميع، كما أن جميع الدلائل حتى الآن تشير على أن الجرعتين كافيتين وما زالتا تعملان ضد الفيروس.. الأولى الوصول بالعالم إلى المناعة المجتمعية ثم التفكير في الجرعة الثالثة.
أهمية الجرعة الثالثة
- خبر