أصداف: أكثر من «قنَّاصين»

    • خبر
    • أصداف: أكثر من «قنَّاصين»

      Alwatan كتب:

      وليد الزبيدي:
      القنَّاصان المقصودان بهذا العنوان هما، القنَّاص الأميركي الذي شاهد تفاصيله الكثيرون من خلال الفيلم الهوليودي (القنَّاص الأميركي) وهو من إخراج الممثل والمخرج الأميركي الشهير كلينت ايستوود وكتب السيناريو جيسون هول، وهو مقتبس من مذكرات كريس كايل القناص الأميركي، وصدر الفيلم في العام 2014، وقد جاءت القوات الأميركية بهذا القنَّاص للوصول إلى قنَّاص بغداد والتخلص من خطره الكبير الذي يدهم تلك القوات في كل يوم.
      أما القنَّاص الثاني فليس هناك من يجزم بمعلومات دقيقة عن شخصيته واسمه، لكن اشتهر في المواقع ووسائل الإعلام باسم “جوبا” ولا أعرف من أين جاءت هذه التسمية؟ لكنه من بين مقاتلي الجيش الإسلامي في العراق، وهو أحد فصائل المقاومة العراقية البارزة، التي قاومت القوات الأميركية المحتلة منذ العام 2003، والجيش الإسلامي كان متميزا في سنوات الاحتلال الأولى بنشاطه الميداني المقاوم لقوات الاحتلال، كما عُرف بنشاط كوادره الإعلامية، ومن بين نشاطاته الإعلامية الكثيرة تم تسليط الأضواء على قنَّاص بغداد، من خلال عدة إصدارات مرئية، كشفت عن شجاعته ودقته العالية في استهداف القوات المحتلة. وتقول المعلومات إن “قنَّاص بغداد” قد تمكن من قتل أكثر من ستمئة أميركي بين جندي وضابط وسواهم، وتسبب هذا المقاوم العراقي بأرق ومتاعب شديدة وكثيرة لقيادة الجيش الأميركي، وتمت مناقشة كيفية التصدي له على عدة مستويات حتى وصل الأمر إلى البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية، وتم التحرك على المتعاونين وعيون الأميركان في العراق من الذين ارتضوا العمل مع الغزاة والمحتلين، بمختلف مستوياتهم ومناصبهم عسى أن يتمكن الأميركان من الوصول إلى هذا المقاوم العراقي الشجاع، لوقف نزيف الدم الذي تسبب به من خلال بندقية القنص التي يستخدمها باستمرار.
      تقول المعلومات المتداولة عن “قنَّاص بغداد” إنه كان يطلق رصاصة واحدة فقط وفي كل مرة يقتل أميركيا، ويغادر المكان دون أن يتمكن الأميركيون من الوصول إلى دليل أو إشارة تقود إلى شخصيته أو مكان وجوده، وحتى نهايته يكتنفها الغموض. ثمة من يقول إنه اعتقل من قبل القوات الأميركية ضمن حملات الاعتقال العشوائي التي طالت مئات الآلاف من العراقيين، ومات تحت التعذيب دون أن يتعرف الأميركيون على شخصيته. وهناك من يقول إن الذين عملوا مع الأميركان ضمن ما سُمي بـ”الصحوات” ابتداء من أواخر العام 2006، هم الذين قتلوه وكانوا يعرفونه حق المعرفة، لكن لم يصدر من الجيش الإسلامي ما يؤكد ذلك أو ينفيه.
      وهنا يجب أن لا يفوتنا أن “قنَّاص بغداد” لم يكن المقاوم العراقي الوحيد الذي استخدم سلاح القنص ضد القوات الأميركية، وأن في كل فصيل مقاوم من عشرات الفصائل المعروفة للجميع، هناك قناصون كثيرون، سطروا أروع ملاحم البطولة والشجاعة ضد قوات الاحتلال الأميركي.
      لقد عملت آلة الإعلام الأميركي على تقدم قناصهم إلى العالم من خلال السينما، لكن جميع القنَّاصين من المقاومين العراقيين سيبقون في سجلات الخلود، وسيعرف العالم الكثير عنهم في ظروف أخرى.

      Source: alwatan.com/details/433459