شذرات: بوصلة مفقودة

    • خبر
    • شذرات: بوصلة مفقودة

      Alwatan كتب:

      علي بن جميل النعماني:
      يُعاب على بعض الجهات على اختلاف مشاربها؛ عدم وجود رؤية جلية مبنية على تخطيط استراتيجي علمي متقن، ومنهجية واضحة المعالم لما سيتم في السنوات المقبلة، وهذه المنهجية التي يُفترض إعدادها من قبل مختصين في ذات مجال عمل الجهة المعنية، مع إشراك جميع أصحاب المصلحة والمنفعة الذين يساهمون بأفكار ورؤى نافعة ومؤثرة في التخطيط، مع الأخذ في الاعتبار وضوح المسارات الواجب اتباعها وتحديد الإمكانيات والمتطلبات، الذي يعد عاملا مهما لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة سلفا.
      ونحن إذ نتحدث عن تفاصيل التخطيط الاستراتيجي من النواحي المتعلقة بإعداده وآليات تطبيقه، لابد لنا قراءة الواقع المعايش وتحليله تحليلا علميا لمعرفة جوانب القوى والضعف وتحديد المخاطر والتحديات علاوة على استغلال الفرص التي تتراءى لنا من خلال التحليل والتعمق في الوضع الراهن، وهذا منهج علمي لتحليل البيئة بغية وضع تخطيط ملائم يحقق الغاية التي تطمح لها القيادة في أي منظمة.
      وإلى هنا لن أشغل بال القارئ الكريم بمواضيع التخطيط والإدارة وأساليب القيادة الراشدة، والهدف من ذكر هذا كله هو الواقع الذي نشهده في أغلب دولنا العربية لآليات التخطيط الملائم للجوانب المتعلقة بذوي الإعاقة واضطرابات النمو المختلفة، وحقيقة لابد الاعتراف بها بأن الدول الغربية تأخذ موضوع رسم الخطط المختلفة لتحقيق العادلة الاجتماعية لذوي الإعاقة وتضعها في بداية أولوياتها، ويقاس رقي الأمم وتحضرها بقدر اهتمامها بفئة ذوي الإعاقة، وهذا ما نلمسه حتى من بعض المؤسسات التي تهيئ مبانيها – دون الحاجة لمتابعة أو ملاحظة – لتتناسب مع الوضع الخاص لهذه الفئة.
      إن الأمر هنا يتطلب قراءة متأنية لواقعنا الحالي وماذا ينقصنا نحو تهيئة سبل التأهيل والتعليم لفئات المجتمع المبدعة من ذوي الإعاقة واضطرابات النمو، وهل نحن نقوم فعليا بتخطيط سليم يضمن في قادم السنوات رعاية هذه الفئة؟ أم إن بوصلتنا فقدناها ولم نجدها وبتنا ندور في متاهة مظلمة!

      Source: alwatan.com/details/433578