الأنشطة البشرية مسؤولة عن حرائق الغابات

    • خبر
    • الأنشطة البشرية مسؤولة عن حرائق الغابات

      Alwatan كتب:

      جودة مرسي:
      تشهد الكرة الأرضية خلال هذه الفترة من كل عام موجة شديدة من الارتفاع في درجات الحرارة والتي تسببت في جفاف العديد من المحاصيل الزراعية التي أدت بدورها كنتيجة طبيعية لنقص المعروض عن المطلوب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية على المستوى المحلي والعالمي؛ لأن تجارة المواد الغذائية لا تنفصل بين دولة وأخرى، خصوصا ونحن في عالم مترابط اقتصاديا لم يتأثر هذا الترابط حتى ونحن نعيش الأزمة الأشد في الأوبئة، وهي فيروس كورونا (كوفيد19) ذلك الوباء الذي أتى أيضا نتيجة المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة، وهي نتاج أيضا لهذا الخلل البيئي الذي نعاني منه. هذا بخلاف الخسائر الكبرى الـتي سببها هذا الخلل البيئي الذي طرأ على مناخ العالم، وتسبب في إشعال الحرائق في العديد من البلدان مثل تركيا واليونان وبعض الدول الأخرى في جنوب أوروبا وتونس والجزائر في إفريقيا وبعض الولايات الأميركية، حتى امتدت هذه الحرائق إلى أبرد مدينة مأهولة بالسكان على وجه الأرض وهي (ياكوتسك) شمال روسيا والتي وصلت درجة الحرارة فيها إلى مائة درجة مئوية، التهمت خلالها الحرائق أكثر من 10 ملايين فدان، فيما لا يزال 175 حريقا مشتعلا، مما يدعونا إلى البحث عن أسباب التحوُّل المناخي من عصور جليدية إلى عصور حرائق الغابات جرَّاء ارتفاع درجات الحرارة في مختلف البقع حول العالم، مع الاعتراف ضمنيا أن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي وراء تغيُّر المناخ وكوارث هذا التغيُّر.
      وبطبيعة الحال، يعلم الكثير من الخبراء جيدا، وخصوصا في الدول الصناعية الكبرى منه، أن الانبعاثات الغازية المسبِّبة للانحباس الحراري العالمي هي السبب الرئيسي في تغيُّر المناخ، والتي حدثت تماشيا مع نهضة الأسواق الناشئة التي رفعت مستويات المعيشة في مختلف أنحاء العالم، ونتيجة لذلك فرض الضغوط المتزايدة على بيئة العالم وموارده. بإضافة عبء الانبعاثات المتزايد.
      للوصول إلى المعرفة عن كيفية هذا التحوُّل المناخي كان لا بد من الرجوع إلى التوقعات والرصد البيئي الذي توقع سابقا بأن تزداد درجات الحرارة على كوكب الأرض أعلى بنحو أربع درجات مئوية بحلول عام 2100، مما يعني أن عصرا جديدا سيُسمَّى عصر السخونة بات على الأبواب. ليستعد العالم إلى هجرات المناخ والتي قد تدفع الملايين من الناس للهروب إلى الأماكن الأكثر برودة هربا من درجات الحرارة المرتفعة وما تسببه من أضرار على البشرية شاهدا عليها حرائق وصلت لأماكن لم تكن بها هذه الحرائق من قبل، لتدق ناقوس الخطر بأن وصول هذه الحرائق ينتشر رأسيا وعرضيا؛ ليضع العالم أمام مشكلتين يبلغان من الحدَّة ما يرفع سقف الاستعدادات القصوى آنيا ومستقبلا، فإن هذه الهجرة ستتسبب في إخلاء أماكن وازدحام أماكن أخرى يكون لها احتياجات معيشية أهمها المسكن والغذاء الذي بطبيعة الحال تأثر بارتفاع درجات الحرارة. ولتخفيف الوصول إلى هذه الحالة من السخونة والضبابية لمشكلات الغذاء وارتفاع درجات الحرارة، يجب أن تجد الدول الصناعية الكبرى وسيلة فعالة للحدِّ من ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن الانحباس الحراري العالمي، وفي مقدمة هذه الحلول الاعتماد على الطاقة النظيفة بديلا على الفحم الذي ما زال يستخدم في بعض البلدان بنسبة كبيرة ومنها الصين الدولة الصناعية العملاقة، والاعتماد على الطاقة الخضراء التي تتصالح مع البيئة، والعمل على نشر الزراعة المستدامة وزيادة رقعتها. إن توافق الإنسان مع الطبيعة وعدم محاربتها هو أكثر الأشياء التي يمكنها حماية الكرة الأرضية من تقلبات المناخ، والتحوُّل إلى عصر السخونة وحرائق الغابات والبحث والاقتتال على الغذاء.

      Source: alwatan.com/details/433904