Source: alwatan.com/details/433903Alwatan كتب:
عادل سعد:
يظل الحدث العلمي باهرًا يستحق الانتباه له، بل ويستحق التقدير حين يرتبط بإيجاد فرصة لمتغيرٍ يؤسس لما يمكن أن نصطلح عليه النمو المتوازن في التقليل من الاعتماد على الطاقة التقليدية السائدة، والسعي لإنتاج طاقة كهربائية مستدامة.
لقد تحولت الأسبقية الآن إلى توظيف المزيد من الجهود القائمة على ابتكار وسائل بديلة تتوخَّى استخدام طاقة نظيفة لا تخلف فضلات تضر البيئة، وتستجيب لضرورات تحدُّ من إفلاس الطبيعة وتعيد تشكيل الحياة اليومية على أسس يحكمها الترشيد، وتلبية الحاجات المتوالدة للمجتمعات على أسس تعيد النظر بالأنماط الاستهلاكية السائدة التي خلَّفت الكثير من المشاكل، وأحدثت شرخًا غير مسبوق في الحياة العامة، من آثاره البارزة الارتفاع في درجات الغلاف الجوي الملامس للأرض.
لقد شهدت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في ولاية شناص خلال الأيام القليلة الماضية تطبيق نظام طاقة هجين من المزج بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية، في توظيف علميٍ ناجحٍ يرقى إلى براءة الاختراع، وإن كانت هناك تجارب ناجحة من هذا النوع في دول أخرى.
القيمة الإجمالية المعرفية والإنتاجية الميدانية لهذا الإنجاز، أنه تم بجهد شابين من طلبة هذه الجامعة، وبإشراف أساتذة متخصصين في شراكة بحثية، وأنه يستشرف التطلعات العمانية المتواصلة لتوسيع طريق السلطنة الخاص برؤية عام 2040 يقوم على إنشاء منصَّات عمل لها وفق خريطة تنموية رسمت بداياتها التاريخية المتدرجة الخطة التنموية التي انطلقت عام 1970.
إن تطلع سلطنة عمان إلى إنجازات علمية مبتكرة من هذا النوع وغيره يوفر تغطية إنجازية للربط الجدلي بين متطلبات التنمية والمعطيات العلمية، ليس فقط في تثبيت المعادلات التقليدية السائدة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، وإنما أيضا أن تسهم هذه المخرجات وهي في طور التعلم لتطوير البنية الإنتاجية التي تحرص على زج معارف تطبيقية جديدة، وهذا بحد ذاته أحد أهم قياسات تقدم الدول في عالم تحكمه المغالبة وسطوة النفوذ العلمي من أجل الاعتماد على طاقة بديلة باتت الشغل الشاغل في العالم، شغلًا يضاهي بجدارة البحث عن مناجم ذهب.
لقد بات الانكفاء على التعليم التقليدي عيبًا لوجستيًّا، وتحضرني هنا إشارة لخبير صيني قال (إن بلاده تجد في التحديات التي تواجهها فرصًا للمواظبة على تعليم نفسها)، إنها توصيف لأهمية البحث العلمي التطبيقي الوطني.
لقد صار واضحًا أن استدامة الكفاءة التنموية العمانية تتطلب انخراطًا ميدانيًّا متواصلًا للمؤسسات الدراسية الأكاديمية بهذه المسؤولية، فلا عصرنة حقيقية لتلك الكفاءة إلا بالاندماج بها من خلال الحرص الدائم على الربط بين الجانبين، أعني المؤسسة الأكاديمية والمنصَّات التنموية، علمًا أن البيئة العمانية تمتلك مواصفات مشجعة على هذا الربط إذا أخذنا بالتوظيف، البيئة البحرية الشاسعة والمناخ المداري المتاخم لبيئة مناخية زراعية تواجه تحديات جفاف متكررة وتقلبات طقسية حادة، وكذلك التحديات التي يمثلها الاقتصاد الريعي المرتبط بضغوط قاسية سببها تقلبات أسعار الطاقة الأحفورية.
إن ما أنجزه الطالبان خليفة بن عامر القري وسيف بن محمد المزروعي، والرعاية الأكاديمية التي حظيا بها من الكادر التدريسي لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية في ولاية شناص والرعاية التمويلية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي… أقول إن ما أنجزه هذان الشابان عنوان ثمين من العناوين العلمية التنموية، يضاف باستحقاق إلى المنظومة العمانية الواثقة من ضمان المستقبل.
إنجاز شناص ورؤية عام 2040
- خبر
-
مشاركة