أصداف: بالضدِّ من (المهاتما غاندي)

    • خبر
    • أصداف: بالضدِّ من (المهاتما غاندي)

      Alwatan كتب:

      وليد الزبيدي:
      يبدو أن وسائل الإعلام البريطانية المهيمنة على نطاق واسع في النصف الأول من القرن العشرين والعقود اللاحقة، قد نجحت في تسويق صورة للشعب الهندي مغايرة للواقع. فعندما يأتي ذكر الهند واحتلالها من قبل البريطانيين، تبرز صورة واحدة ووقائع بعينها، تركز في مجموعها على أسلوب المقاومة السلمي الذي انتهجه الزعيم الهندي البارز المهاتما غاندي. ونادرا ما يأتي ذكر الرجال الذين قاوموا جيش الاحتلال البريطاني بقوة السلاح وفي مقدمة هؤلاء ـ بهجت سنج ـ الذي قاوم المحتلين البريطانيين ولم يقتنع بأسلوب غاندي القائم على “الطرق السلمية”. وخلافا لقناعاتنا بما حصل في الهند في تلك الحقبة، فإن شهرة سنج واحترام الشعب الهندي له وتخليده لا تقل عن مكانة غاندي، بل إن الكثير من الهنود يضعون سنج في مكانة تتفوق على مكانة المهاتما، ويكشف فيلم (أسطورة بهجت سنج) الكثير من هذه الحقائق، والفيلم من إخراج (Rajkumar Santoshi) وتمثيل (Ajay Devgn Akhilendra Mishra D. Santosh).
      صدر الفيلم في العام 2002، ويؤرخ هذا الفيلم للمقاومة المسلحة التي قادها مجموعة من الشباب الهندي ضد جيش الاحتلال البريطاني وكان في مقدمتهم المقاوم بهجت سنج، وكان ورفاقه من المقاومين يحذرون من ألاعيب المحتلين وطالما قالوا إن البريطانيين يعملون على إثارة الفتنة والشقاق بين مكونات الشعب الهندي الدينية والعرقية، ورغم تكثيف القوات البريطانية وأجهزتها الأمنية لعملياتها ضد المقاومين، إلا أنهم واصلوا مسيرتهم بكل قوة وإصرار وكانوا يدركون تماما أن نهايتهم ستكون الإعدام على أيدي القوات البريطانية.
      بهجت سنج، أسطورة في تاريخ الهند الحديث ولد في (27 سبتمبر 1907 ـ وتم تنفيذ الإعدام به وثلة من المقاومين وجميعهم بأعمار متقاربة بتاريخ 23 مارس، 1931) ويصفه المؤرخون بأنه كان هنديا مقاتلا من أجل الحرية، وهو يُعد واحدا من الثوريين الأكثر تأثيرا في حركة استقلال الهند.
      إن التوقف عند شخصيّة بهجت سنج ودوره الفاعل والمؤثر في حركة استقلال الهند في النصف الأول من القرن العشرين يثير أكثر من مسألة، وفي مقدمة ذلك دور وسائل الإعلام ومؤسسات النشر وحتى السينما البريطانية والغربية وتلك السائرة في أفلاكها، التي عملت على تكريس الأسلوب السلمي في مقاومة واحد من الاحتلالات المعروفة في التاريخ، الذي ألحق الأذى بالشعب الهندي ومارست قواتهم القتل والتعذيب والانتهاكات، كما استغلوا ثروات ذلك البلد الواسع وسخروا طاقات شبابه وأعداد كبيرة منهم لحملات استعمارية وحروب خاضتها الجيوش البريطانية في العديد من دول العالم وأبرزها حروب ومعارك الحرب العالمية الأولى (1914- 1918).
      بالتأكيد لا تغيب أسباب التعامل مع تاريخ وشخصية بهجت سنج من قبل المؤسسات الإعلامية ومن ورائها الدوائر السياسية والمخابراتية.

      Source: alwatan.com/details/434234