Source: alwatan.com/details/434402Alwatan كتب:
أحمد صبري:
ما يقلق المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة الإنسانية أعداد الأطفال من مجمل اللاجئين في العالم الذين شكلوا نحو 50 بالمئة، الأمر الذي بات يفاقم من أزمة النزوح واللجوء جرَّاء عجز الأمم المتحدة عن إغاثتهم وتوفير البيئة الآمنة لهم.
وما يزيد من معاناة اللاجئين والنازحين تدني مساهمة الدول الميسورة؛ لإغاثة هذه الأعداد الهائلة، وتوفير البيئة الحاضنة لهم، فضلًا عن عجز المنظمات المعنية عن القيام بدورها الإنساني.
وفي معرض رصدها لمسار النزوح بالعالم، كشفت الأمم المتحدة عن نزوح شخص كل ثانيتين يؤشر حجم ومخاطر أزمة اللجوء والنزوح وتداعياتها على المجتمع الدولي؛ بفعل الحروب والأزمات والحصار والفقر ويقف العالم ومنظماته الإنسانية والإغاثية عاجزين، لا سيما وأن أعداد هؤلاء تزداد كل عام، الأمر الذي يتطلب جهودا جبارة مدعومة بتخصيصات مالية لمواجهة هذا التحدي الكبير الذي حوَّل حياة الملايين إلى جحيم.
وعندما نتحدث عن أعداد اللاجئين في العالم فإن أعدادهم تفوق سكان عدة دول، فما بالك بأعداد النازحين العرب الذين يزداد عددهم كل عام جرَّاء غياب الأمن والصراع الطائفي، وانعدام وفرص العمل، وتدني مستوى المعيشة في بلدانهم!؟
وفي إحصائية الأمم المتحدة، فإن أزمة النزوح القسري في العالم تدهورت لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصل عدد اللاجئين والنازحين إلى رقم قياسي، بلغ نحو 70 مليون شخص.
وأشارت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي إلى أن 20 مليون شخص شُرِّدوا في العام الماضي، مما يجعل من اعتماد اتفاق دولي جديد بشأن اللاجئين الضرورة الأكثر حدة من أي وقت مضى.
وذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة بلدانهم فرارا من الصراع المسلح والاضطهاد يبلغ حاليا نحو 30 مليون شخص، ما يفوق معدلات سنوات سابقة، فيما تجاوز عدد النازحين داخليا عالميا 50 مليونا.
وحولت أزمة النزوح واللجوء أوطان هؤلاء إلى مجرَّد خيمة يستظلون بها، كما هو حاصل للسوريين والعراقيين واليمنيين، التي عجزت الدول المضيفة عن رعايتهم وتأمين حاجاتهم الإنسانية بفعل محاولات التغيير الديمغرافي، ما يستدعي إجراءات سريعة لوقفها؛ لمخاطرها على مستقبل الأوطان والتوازن المجتمعي فيها.
لقد بات واضحا أن عمليات الاستهداف الطائفي والعرقي وغياب الأمن والبيئة الضامنة في بعض أقطارنا العربية كانت وراء موجات اللجوء والنزوح القسري، سواء داخل الوطن أو إلى خارجه، فكيف نفسر بقاء مئات آلاف العراقيين خارج مدنهم في مخيمات النزوح بعد استعادة مدنهم من “داعش” بعد أكثر من ثلاثة أعوام من دون أمل قريب بالعودة إليها؟
إن أوضاع سكان المدن المستعادة من “داعش” خطيرة، وعرقلة عودتهم إليها أكثر خطورة، وهو الأمر الذي عجزت السلطات عن معالجته، ما يكشف مخاطر الواقع السكاني الجديد في هذه المدن وفق رؤية سياسية تحاول إعادة رسم خريطة العراق وفق أجندة خارجية، ما يزيد من معاناة نازحي الداخل، ويفاقم معاناتهم، وهو ذات الحال الذي يعانيه آلاف العراقيين في دول الجوار والشتات بعد أن تقطعت بهم السبل في بلدهم.
النزوح يهدد الأوطان
- خبر
-
مشاركة