Source: alwatan.com/details/434576Alwatan كتب:
د. سعدون بن حسين الحمداني:
السياحة منجم ذهب لا ينتهي وحدوده لا نهاية لها، وأدواته الرئيسية هي الدعاية الخارجية (سواء من الداخل عن طريق الإعلام المرئي، وزارة التراث والسياحة أو من الخارج بواسطة بعثاتنا الدبلوماسية) وهذا واجب وطني كبير يقع على عاتقهم المسؤولية الكبرى لغرض الترويج عن معالم السلطنة السياحية الواعدة بكل مجالاتها وفروعها.
يختص البروتوكول السياحي بجميع الاتفاقيات والإجراءات والمفاوضات التي تخص مجال السياحة والسبل الكفيلة بتنشيط هذا المجال، والاهتمام بهذا الجانب لما له مردود مالي كبير.
في البداية لا بد لنا أن نتطرق إلى أنواع السياحة ومدى تأثيرها على الواقع الاقتصادي للبلد، ورفع مستوى الدخل القومي، وتشغيل أعداد كبيرة من الباحثين عن العمل، بالإضافة إلى تشغيل الخط التجاري الداخلي من فنادق، نقل عام، مطاعم، تنشيط الصناعات التراثية الحرفية التي يفتش عنها السائح، بالإضافة إلى إدخال العملة الصعبة للبلد.
تقسم السياحة إلى عدة أنواع: السياحة الدينية، السياحة التراثية، السياحة المائية، السياحة الجامعية أو الأكاديمية، السياحة الطبية، السياحة الطبيعية، سياحة الحيوانات البرية، سياحة المناظر الطبيعية، السياحة التراثية والتاريخية.. وأنواع أخرى لا مجال لذكرها.
تنفرد سلطنتنا الحبيبة بمعالم ومميزات وجمال طبيعة لا مثيل لها، وهي هبة من الله الكريم لنا، علينا استغلالها بأكمل وجه لغرض دعم اقتصادنا، ويكون بديلًا رصينًا عن النفط ومشتقاته.
لدينا الجبال الجميلة، سواء في ولاية الحمراء التي تنفرد بجمالية الجو حتى في منتصف الصيف، وخصوصًا جبل شمس ومسفاة العبريين، بالإضافة إلى الأودية الخلابة والاستراحات الجميلة، أما محافظة مسندم التي تنفرد بجبالها ومناظرها الخلابة على مضيق هرمز، وكذلك صلالة التي تنفرد بأجواء ربيعية في منتصف الصيف، فهي فضل من الله على عباده، وجميع محافظاتنا الجميلة التي كل واحدة منها تنفرد بجمالية راقية وطبيعة بين الجبل والوادي والكثبان الرملية، وبين الساحل البحري الذي يمتد أكثر من 3600 كم بميزات يفتقر إليها كثير من الدول المجاورة.
كثيرٌ من الدول المتقدمة التي ليس لديها أي موارد نفطية، بدأت تهتم بمبدأ صناعة السياحة، وتسهيل السفر إليها ضمن بروتوكولات سياحية مع الدول الأخرى بمنح سمات الدخول عند الوصول إلى البلد، بالإضافة إلى تسهيلات مجانية في التنقل وباقات أخرى من العروض تخص السياحة فقط، سواء مع الشركات الأهلية المتخصصة في مكاتب السفر التي تفتقر إليها السلطنة أو عن طريق بعثاتنا التي عليها واجب الترويج لمعالم السلطنة، والاتفاق مع شركات متخصصة في السياحة والسفر والتفاوض معها، وتقديم باقات العروض المغرية لهذه الشركات لكي تتنافس مع الدول الأخرى، لذلك نأمل من وزارة التراث السياحة أن تفتح أبواب التعاون والاتفاقيات مع الشركات السياحية المحلية والدولية في كل أغلب دول العالم ضمن بروتوكول سياحي موقع من قبل الطرفين وبإشراف مباشر من بعثاتنا بالخارج؛ لأن كثيرا من الدول لا تعرف أين هي السلطنة؟ وهذا الخلل يتحمله الجميع وليس جهة معيَّنة.
ليس الموضوع إقامة مؤتمرات ودعوات رسمية، وإنما على المهتمين وجميع الجهات، ومنها الإعلام المرئي أن يبدأ بالترويج للسياحية الداخلية أو السياحة الخارجية، وأن تكون هناك حلقات أو برامج متخصصة لإظهار المعالم السياحية والتراثية والتاريخية بكل ولاية ومحافظة، وأن تكون مترجمة باللغات الأجنبية ولو بشريط أسفل الشاشة.
السياحة تستحق منا الكثير وعلى الجهات المسؤولة التكاتف بالنهوض بواقع السياحة بكافة أنواعها؛ لأنها منجم بلا نهاية.
وتبقى بعثاتنا الخارجية هي الدليل الجوهري والشعاع الثاقب للتعريف عن السياحة في السلطنة؛ لأننا في الداخل لا نعرف ـ على سبيل المثال ـ شركات السفر والسياحة الرصينة التي ممكن التعامل وتوقيع معها البروتوكول السياحي، وتسهيل كافة الإجراءات الرسمية بشرط أن تكون مرافقنا السياحية جاهزة لاستقبال الأفواج السياحية، وهناك الكثير من النواقص، على سبيل المثال، إذا رغب الفوج السياحي أن يمشي بين فندق كراون بلازا في القرم باتجاه الصاروج فلا نجد أي محل بسيط لبيع الماء والمشروبات الغازية، وكذلك لم نجد أي حمامات، وهناك سياح كبار السن يحتاجون إلى مثل هذه الخدمات التي نفتقر إليها.
لذلك على الجهات المسؤولة دعم الشركات الأهلية المتخصصة بالسياحة، وإشراك وزارة التراث والسياحة بذلك من خلال تسهيل ودعم الشباب بفتح شركات عمانية أهلية، وتشغيل الباحثين عن العمل، وبذلك حققنا أهدافا كثيرة منها تنشيط السياحة الخارجية، التعريف بالسلطنة ومنجزاتها، كسب أفواج سياحية، تشغيل الأيدي العاملة في مجال السياحة في كل محافظة، تنشيط الحركة التجارية وكسب العملات الصعبة، تشغيل الفنادق والشقق الفندقية، تشغيل المطاعم، تشغيل النقل العام والخاص، والأكثر من ذلك سوف يعود هذا الفوج مرة ثانية عند الاستمتاع بالسلطنة وتراثها وتاريخها وطيبة أهلها.
الإدارة الدبلوماسية والبروتوكول السياحي
- خبر
-
مشاركة