رأي الوطن: منظومة صحية فعالة

    • خبر
    • رأي الوطن: منظومة صحية فعالة

      Alwatan كتب:

      استطاعت المنظومة الصحية في البلاد أن تؤكِّد مدى صلابتها في مواجهة أصعب الظروف وأعتاها، بفضل ما تم إنجازه طوال العقود الماضية من بنية صحية أساسية. فبالرغم ممَّا تمرُّ به دول العالم أجمع، ومن بينها السلطنة، من ظروف أثَّرت بشكل كبير على المنظومات الصحية في أكبر الدول؛ نتيجة تداعيات جائحة كورونا “كوفيد19″، وما صاحبها من تداعيات اقتصادية واجتماعية، إلَّا أن منظومتنا الصحية استطاعت بكوادرها الوطنية أن تعمل بفاعلية ونجاعة يشهد لها القاصي والداني، وتدلل عليها الأرقام التي خرجت في التقرير الصحي السنوي لوزارة الصحة لعام 2020م الذي أشار إلى ارتفاع مصروفات الوزارة مُقارنة بالأعوام الثلاثة السابقة (2017-2019) حيث بلغ إجمالي المصروفات المتكررة في الوزارة ما يقرب من 972.5 مليون ريال عُماني خلال عام 2020م مقارنة بما يقرب من 793.3 مليون ريال عُماني في عام 2019م بنسبة زيادة بلغت 22.6%.
      فقد قدمت الوزارة خدمات صحية إضافية في 211 مركزًا منها 54 مركزًا صحيًّا بأسرَّة بلغ إجماليها 84 سريرًا، منها 21 مجمعًا صحيًّا بنهاية عام 2020م، بالإضافة إلى 51 مستشفى تضم 5262 سريرًا بنهاية 2020، وذلك لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة بكافة مستوياتها، حيث تم تجهيز مستشفى ميداني للتعامل مع حالات “كوفيد19” يحتوي على (202) سرير وقد بلغ إجمـالي عـدد العاملين في وزارة الصحة بنهاية ديسمبر 2020م (38566) موظفًا بنسبة تعمين قدرها 73 بالمئة، ما يؤكِّد قدرة الكوادر الوطنية في العمل في ظل أصعب الظروف.
      ولم تقف جهود مواجهة الجائحة أمام السعي المتواصل للحفاظ على متانة المؤشرات الحيوية الصحية في باقي المؤشرات، حيث انخفض معدَّل الوفيات بين الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن خمس سنوات ليبلغ 9.3 لكل ألف مولود حي في عام 2020م مقارنة بـ10.2 لكل ألف مولود حي في عام 2019م، كما انخفض معدَّل وفيات الأطفال الرضَّع (الأقل عن سنة) لكل 1000 مولود حي من 8.0 إلى 7.6 للفترة نفسها. على أن القطاع الصحي أثبت نجاحه في السيطرة على عدد من الأمراض المُعْديَة كما هو حال مرض الحصبة الذي لم تُسجَّل أي حالة لعام 2020م، كذلك فإن السلطنة بقيت خالية من مرض شلل الأطفال منذ عام 1993م والدفتيريا منذ عام 1991 ومن تيتانوس حديثي الولادة منذ عام 1991م، كما انخفضت معدَّلات الإصابة بالأمراض المعدية الأخرى إلى مستويات مُتدنية، على سبيل المثال، انخفضت أعداد حالات الملاريا لتبلغ 276 حالة في عام 2020 مقارنة بـ1338 في العام 2019م.
      إن تلك الأرقام بقدر ما تعكس حجم الجهود والنجاحات المحققة في قطاع الصحة، بقدر ما تؤكِّد قوَّة المنظومة الصحية في البلاد، ويظهر الجهود الجبَّارة التي بذلت من قبل الحكومة في مواجهة تحدِّي جائحة كورونا، وذلك استنادًا إلى البنية الأساسية القويَّة التي تم بناؤها عبر السنين، وعلى كفاءات مواردها البشرية مع تطبيق كافة المعايير والسياسات العالمية لمواجهة هذه الجائحة.
      ولم تمنع تلك الجهود الطيبة والمقدرة المنظومة الصحية من توفير خدمات صحية أخرى، حيث أظهر تقرير وزارة الصحة أن العمليات الجراحية المختلفة التي تم إجراؤها داخل غرفة العمليات في مؤسسات الوزارة بلغ إجماليها حوالي 52.7 ألف عملية في عام 2020م بمعدَّل 11.4 عملية جراحية لكل 1000 من السكَّان.
      لا شك أن تلك الإحصائيات والأرقام المُسجَّلة تظهر الاهتمام الكبير الذي تُولِيه حكومة السلطنة، وتمثِّل حافزًا كبيرًا للمعنيين في هذا القطاع لمزيد من النجاحات والإنجازات التي يتوالى حصادها.

      Source: alwatan.com/details/434578