الجيش الأبيض.. كلمة شكر

    • خبر
    • الجيش الأبيض.. كلمة شكر

      Alwatan كتب:

      أفلح بن عبدالله الصقري:
      ما أن بدأت جائحة كورونا (كوفيد19) إلا وبدأت معها المستشفيات باستقبال المرضى ممَّن أصابهم هذا المرض الذي انتشر في جميع أنحاء العالم. فمنذ أول إصابة واجه الجيش الأبيض (الكادر الطبي) حالات الإصابة التي أخذت ترتفع مع سرعة انتشار الفيروس، ووصلت بعض المستشفيات إلى طاقتها القصوى، حيث بذلت وزارات الصحة في مختلف دول العالم الغالي والنفيس لأجل إسعاف هؤلاء المرضى وعزلهم في غُرف خاصة تفاديًا لإلحاق الإصابة بأي من الطواقم الطبية العاملة في أجنحة الترقيد أو غرف الفحص الطبي.
      وما زالت منذ فترة تواجه المستشفيات بعض الحالات، بَيْد أن الطواقم الطبية العاملة في مختلف الأقسام بدأها التعب والإنهاك جرَّاء مواصلة العمل طوال اليوم، تاركين الراحة في مواجهة هذه الجائحة، مصرِّين على القضاء عليها بكل ما هو متاح، مرتدين ثوب الحماية من أدوات طبية لازمة تقيهم أسباب تفشِّي المرض بينهم. ولكي لا يحبط بعضهم بعضا، وتنهار نفسيتهم كانوا وما زالوا صفًّا واحدًا كلًّا كتفًا على كتف وسلاحهم الإيمان بالله والتوكل عليه، واضعين نصب أعينهم راحة المريض ومغادرة سريره وخروجه من المستشفى وهو بأتم الصحة والعافية ممَّن كتب الله له النجاة، فالكل يعمل كخلية نحل تسمع دبيبها في جميع أجنحة المستشفى وخارج المستشفى.
      أما من لم يستطع الجيش الابيض (الكادر الطبي) بكل الطرق مستميتًا في الدفاع عنه فذلك أن المرض قد نال منه برغم ما توافر من أدوات ومعدات طبية لازمة لإسعافه وإنقاذه، ولكن أسباب الله وقدره قد سبقت ذلك المجهود المضني وخسر المعركة.
      هنا يجب أن ندرك حجم المعاناة التي يعانيها الجيش الأبيض (الكادر الطبي) في مواجهة هذا التحدي الكبير بينما ينعم من منَّ الله عليهم بالصحة في بيته وبين أسرته. فقد أثبتت ـ والحمد لله ـ قدرة مستشفياتنا على الصمود والتحدي ـ بفضل الله وتوجيهات المسؤولين لدينا وتكاتف الجميع ـ وعلى أن نتجاوز هذه المحنة إلى أن وصلنا في بعض المستشفيات في الفترة الأخيرة إلى صفر حالة في العناية المركزة، وقد قلَّت أعداد الإصابات، وكذلك الوفيات بفضل الله والتزام الجميع، مما قلَّل الإرهاق والتعب على أفراد الطاقم الطبي في معظم مستشفياتنا وتنفس الصعداء.
      وكلمة حق تقال في الجيش الأبيض (الكادر الطبي) المكافح لن نوفيكم حقكم، أنتم من يجب أن يُكرَّم، وأنتم من يجب أن يُشكر، فقد كفيتم ووفيتم، وما زلتم الخط الأول في الدفاع عن المرضى وتحملتم التعب طيلة الشهور الماضية وحتى اليوم إلى أن يزول هذا المرض ويختفي عنا للأبد. كلمات الشكر نسجلها لكم من خلال هذا المنبر الحر، سنبقى لكم أوفياء ولن ننسى ما بذلتموه في سبيل راحة المرضى والمرقَّدين في مختلف أقسام المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى ليطمئن عليه أهله وأقاربه. ولكي نتفادى موجات أخرى قادمة نحن اليوم بدورنا يجب أن نواصل الالتزام بالإجراءات الاحترازية المقررة من لبس الكمامة والتعقيم بغسل اليدين والتباعد الجسدي والاجتماعي، كذلك يجب علينا الإسراع والمبادرة في التسجيل لأخذ التطعيم ضد هذا المرض للتخفيف على الطاقم الطبي، وتجنيب أنفسنا تداعيات هذه الجائحة لنعبر بسلام إلى بر الأمان.
      نسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يزيح عن الأمة هذه الغمة عاجلًا غير آجل، وأن تعود حياتنا كالسابق وأفضل من السابق، وأن يديم علينا نعمة الصحة والعافية، وأن يمنَّ على مرضانا ومرضى المسلمين بالعافية، وأن يتغمد برحمته من رحل عنا بسبب هذا المرض، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن لا يريكم بعدها أي مكروه وسوء في عزيزٍ لديكم، وأن يحفظ مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، ويلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن ينعم عليه وعلى أسرته الكريمة بدوام التوفيق والنجاح، ويسدد خطاه، ويكلل مسعاه إلى طريق الحق والرشاد.

      Source: alwatan.com/details/434908