أصداف: ماذا سيفعل الهولوجرام؟

    • خبر
    • أصداف: ماذا سيفعل الهولوجرام؟

      Alwatan كتب:

      وليد الزبيدي:
      عندما بدأت أولى خطوات الهولوجرام في العام 1947 على يد العالم البريطاني دينيس جابور، لم يتصور أحد أن هذه القفزة الهائلة ستصل إلى ما وصلت إليه في الوقت الحالي، لكن الخبراء حاليا يضعون تصورات شبه دقيقة لمستقبل الهولوجرام الذي سيحدث تغيرات واسعة في مفاصل مهمة في الحياة.
      ما هو الهولوجرام؟
      قد لا يعرف الكثيرون عن هذا العلم الذي تجري عليه أبحاث وتجارب عديدة وفي أماكن كثيرة من العالم بغرض تطويره، ونقول باختصار، إنه تظهر للجمهور الأجسام للشخصيات بصورة مجسمة (ثلاثية الأبعاد) ليس ذلك فقط، بل إنه قد أصبح بالإمكان بث أغاني القدماء على المسرح وكأنك تحضر الأغنية ضمن الحفلة الأساسية التي قدمت فيها، ويضاف إلى ذلك ـ حسب ما بثته قناة بي بي سي البريطانية ـ إذا كنت في واشنطن وأمامك عرض لشخصية من طوكيو وحاولت دفع هولوجرام تلك الشخصية فإنها تتأثر وكأنك تقف أمامها.
      طبعا لمن لم يسمع بهذا المنجز الكبير قد لا يتصور المجالات التي يعمل فيها الهولوجرام، والذي يتوسع في المجالات التي يعمل فيها حاليا وفي المستقبل سيتفاجأ بالمتغيرات والثورات التي سيحدثها هذا العلم. على سبيل المثال، أن الجمهور الذي يجلس في ملعب في مدريد يشاهد المباراة التي تجري في ملعب مانشستر، ويكون تفاعله كما لو كان في الملعب الذي تجري فيه المباراة، ومثل ذلك حفلات الموسيقى والأغاني، ولا يغيب أيضا المؤتمرات العلمية والسياسية والمهرجانات الثقافية وغيرها.
      عندما تدخل تقنية جديدة فإن قطاعات كبيرة قد تتضرر من جراء ذلك، إذ تصبح بعض أدوات تلك القطاعات لا حاجة لها في تقديم الفعاليات والخدمات المطلوبة، وبذلك سرعان ما تجد تلك القطاعات أن بعضا من أدواتها أو جميعا قد تم الاستغناء عنها. وتنقسم هذه القطاعات إلى قسمين، البعض يستشعر ذلك الخطر الداهم من خلال الرصد ومتابعة التطورات الهائلة والسريعة والجوهرية التي يعيشها عالم التقنيات الجديدة، فيحاول إما التماهي مع الجديد بصورة أو بأخرى أو يبحث عن بدائل في عالم الاستثمارات، في حين يتفاجأ كثيرون بالمتغيرات وغالبا ما يصابون بالصدمة وتسبب ذلك بإفلاس شركات كبرى في العالم. على سبيل المثل، أغلقت آلاف شركات بيع التجزئة أبوابها وأعلنت إفلاسها؛ لأنها لم تتابع التطورات الهائلة التي غزت الأسواق في عالم التسوق والبيع من خلال الإنترنت، فقد انهارت شركات في حين تحقق أمازون تقدما وانتشارا واسعا في العالم.
      قد لا نتمكن من رصد القطاعات التي ستتأثر بانتشار تقنية الهولوجرام وحجم ذلك التأثر، لكن بدون شك ستقع قطاعات واسعة فريسة الهولوجرام، فهل تتحرك تلك القطاعات لتحاشي الخسائر الجسيمة والبحث عن مخرج يجنبها الكوارث التي حصلت لقطاعات أخرى ونتج عنها ما نتج على الأقل خلال السنوات الأخيرة؟
      خلال عقد ونصف حققت هذه التقنية طفرة بسيطة بين عامي (1947 و1962) بعد أن حصل تطور على يد العالمين إميت ليث وجوريس أوباتنيكس، والاثنان من الولايات المتحدة، من جامعة ميشيجان، وحصلت تطورات أخرى، لكن تحتاج كل انتقالة إلى عقد أو أكثر، في حين تحصل تطورات في عالم الهولوجرام شهريا وربما أسبوعيا، وأصبح السباق على أشده بين الشركات المطورة لتسجيل السبق في ذلك.

      Source: alwatan.com/details/435063