دار الإتقان العالي بالرستاق.. صرح تعليمي وقفي يقدم دورات فـي القرآن وعلومه طوال العام

    • خبر
    • دار الإتقان العالي بالرستاق.. صرح تعليمي وقفي يقدم دورات فـي القرآن وعلومه طوال العام

      Alwatan كتب:

      الرستاق ـ من منى بنت منصور الخروصية:

      بدأت فكرة المشروع القرآني في أواخر سنة 2012م بعد أن تعرف طاقم الإدارة على عدد من الأنشطة القرآنية داخل السلطنة وخارجها، وقد كان للزيارات الخارجية الأثر الكبير في المضي قدمًا في هذا المشروع القرآني، وذلك لأن العمل القرآني في تلك الدول هو عمل خيري مؤسسي مستقل، وبالتالي يكون التركيز على العمل القرآني بصورة أكبر وهذا ما يحقق ثمرة طيبة بتخريج الحفظة المتقنين لكتاب الله والمتعلمين لعلومه.
      وعند النظر في واقع التعليم القرآني في السلطنة في تلك الفترة بالمقارنة مع بعض الدول المهتمة بالشأن القرآني يحتم على كل مهتم أن يحقق بصمة خير في هذا المجال مع مراعاة واقع الحال وكيف يمكن أن يكون المشروع القرآني مشروعًا مؤسسيًّا غير معتمد على التبرعات فحسب وطاقم إداري وتعليمي مؤهل، فبدأت الأفكار تتوالى وتيسرت الأحوال.
      وقد انطلق المشروع القرآني في بداية 2013م في مبنى متواضع بولاية الرستاق وبعض المساجد، ثم في عام 2017م بدأ العمل لإنشاء المشروع الوقفي في محلة فلج الحديث بولاية الرستاق وهو قريب من جامع الرضوان.
      وكانت مرحلة إنشاء المشروع الوقفي قد بدأت في أواخر عام 2017م وانتهت في أواخر عام 2020م، ولم يتم الشروع في هذه المرحلة دون مقدمات لمسها المجتمع منذ عام 2013م من تعليم وتحفيظ وبرامج وفعاليات سبقت الشروع في البناء بسنوات، وهذا ما دفع المجتمع للتفاعل مع فكرة إنشاء هذا المشروع الوقفي بعد توفيق الله تعالى.
      يتكون المشروع الوقفي من ثلاثة طوابق، فالأول وهو طابق سفلي يتكون من قسمين منفصلين للطلبة والطالبات مع توافر قاعات دراسية مناسبة لكل قسم، ومكتبة تتوسط القسمين ستضم بإذن الله تعالى آلاف الكتب والمجلدات، وأما الطابق الثاني والثالث فهُيئ للمحلات والشقق والتي يكون ريعها لأجل التعليم القرآني.
      وتستوعب هذه المؤسسة التعليمية أكثر من ثلاثمئة طالب وطالبة يتوزعون في أقسامهم الدراسية، مع توقع زيادة في العدد إلى أربعمئة طالب وطالبة.
      وعن نظام العمل في المؤسسة التعليمية فهو عبارة عن تقديم دورات مختلفة في القرآن وعلومه، ولا يقتصر العمل على فترة محددة في السنة، بل هو تعليم مستمر بفضل الله تعالى طوال العام ولا ينقطع إلا في أوقات الإجازات الرسمية، فيدرس الطلبة في أيام الدراسة المدرسية فترة العصر والمغرب، وأما في أوقات الإجازات الرسمية صيفًا وشتاء فيدرسون فترة الصباح.
      ويضم المشروع كوادر مؤهلين بفضل الله تعالى وهم من أبناء هذا الوطن الغالي، فتم تقسيمهم وفق الهيكل التنظيمي الآتي:(الإداريون والكادر التعليمي والكادر الفني والكادر التقني)، فالإداريون ينصب دورهم في تسيير العملية التعليمية وتطويرها والإشراف على المشروع الوقفي ككل، والكادر التعليمي يضم نخبة من الأساتذة الذين تم اختيارهم ليقوموا بمهمة التعليم والتحفيظ وغرس القِيم والمبادئ في نفوس طلبة القرآن، والكادر الفني يقوم بمهمة الإصلاح والتعديل، وكادر تقني يعكس فكرة التعليم تقنيًّا وبرمجيًّا ويسهم هذا الكادر في تيسير مهمة الأستاذ وضبط تحصيل الطلبة في الجانب القرآني. وهنا نود أن نشير الى أن هذا المشروع كونه مشروعًا خيريًّا ووقفيًّا وقائمًا على التبرعات، إلا أنه لا يمكن الاعتماد على مسار واحد لتحصيل المدخولات المالية، لذلك يسعى القائمون على المشروع إلى تطوير مدخولات المؤسسة القرآنية بما يحقق استمرارية التعليم القرآني، ففكرة إنشاء المحلات والشقق تحقق دورًا مهمًّا لصالح المشروع القرآني، ومع أهميتها إلا أنها لا تكفي لتلبية تطلعات المؤسسة من ضمان تحصيل المدخولات المالية لتغطية رواتب الكوادر العاملة ودفع فواتير الكهرباء والماء، فجاءت فكرة التخطيط للاستثمار في الأصول والعقارات بما يحقق الاكتفاء قدر المستطاع، وقد تم في سنة 2014م اعتماد مؤسسة دار الإتقان العالي، وتم تزكية المؤسسة الخيرية من قبل لجنة التنمية الاجتماعية بولاية الرستاق برئاسة والي ولاية الرستاق، وفي عام 2021 تم إلحاق النشاط التعليمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

      Source: alwatan.com/details/435082