Source: alwatan.com/details/435243Alwatan كتب:
كاظم الموسوي:
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني والفضائيات بمختلف لغاتها في إيصال صورة وصوت، لها دلالاتها، عن توسيع حملات التضامن مع فلسطين، في أنحاء الكرة الأرضية، وفي أميركا، بشكل واسع ومتميز، ومهم جدا لما للإدارة الأميركية من دور كبير في الاستعمار الاستيطاني في فلسطين المحتلة. كما دفعت الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني والعدوان المستمر على السكان الآمنين في القدس أو المدن الفلسطينية المحتلة الأخرى، إلى تغيير غير قليل في نظرة الرأي العام، خصوصًا، في الولايات المتحدة الأميركية، وفي تصعيد حملات التضامن مع فلسطين. بحيث زاد من مجالات التضامن والمشاركة من قطاعات جديدة في المجتمع الأميركي، مضيفا زخما لشبكات التضامن ومعمِّقا أهدافها الرئيسية في إدانة العدوان والاحتلال والاستيطان، ومحاكمته ومعاقبته، بكل ما يتاح ويمكن القيام به. بدءا من تطوير وسائل المقاطعة الأكاديمية والثقافية والاقتصادية وحتى تبنِّي منظمات أميركية أخرى للمطالب الفلسطينية، مثل “حركة حياة السود مهمة” والتي تناصر الشعب العربي في فلسطين وتؤثر في الرأي العام وفي قطاعات من أعضاء الحزب الديموقراطي. وتقوم الحركة في هذا الشأن بتعزيز عمل المشرعين السود في الكونجرس ومواقفهم من فلسطين. ففي عام 2017 دعم 11 عضوا في مجموعة السود بالكونجرس مشروع قانون تقدمت به النائبة عن مينيسوتا بيتس ماكولام لمنع استخدام الدعم الأميركي لإسرائيل في احتجاز الأطفال الفلسطينيين. والجيل الجديد من المشرعين السود الذين جاء معظمهم من حركة النشاط الشعبية مثل إلهان عمر وأيانا بيرسلي وكوري بوش وجمال بومان اتخذ مواقف أكثر قوة في الكونجرس، وكان أبرز موقف لهم في دعم مشروع قرار لمنع صفقة سلاح بقيمة 735 مليون دولار إلى الكيان الإسرائيلي.
تتواصل النشاطات والفعاليات التضامنية، فتنشر وكالات الأخبار ووسائل الإعلام أخبارا عديدة، مهمَّة ومعبِّرة، منها بيان نشر (2021/08/10) اعتبر فيه 120 مركزا بحثيا لدراسات “الجندر”، النوع الاجتماعي، في جامعات أميركية، “إسرائيل” دولة تمارس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.
جاء في البيان الذي صدر ضمن حملة مستمرة لجمْع التواقيع عليها في الجامعات الأميركية، “نلبِّي نداء التضامن مع شعب فلسطين بشكل لا لبس فيه، ونعلن انضمامنا إلى النضال من أجل التحرر الفلسطيني”. وأدان البيان التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم في الشيخ جرَّاح، واقتحام المسجد الأقصى، والقصف العشوائي لغزة، وعنف المستوطنين الإسرائيليين المدعومين من الشرطة والجيش الإسرائيلي ويقومون بالسيطرة على الشوارع، واقتحام المنازل، ومعاملة الفلسطينيين بوحشية، خصوصا أنه غالبًا ما يصاحب عنف المستوطنين القومي العرقي اليميني الهتاف البغيض “الموت للعرب”.
وقال البيان نحن نرفض مصطلح “كلا الجانبين” المستخدم في وصف الصراع، ونرفض مساواة قوة عسكرية واقتصادية وإعلامية عالمية تتمتع بها إسرائيل مع فلسطين المحتلة. وتابع: تستخدم “إسرائيل” القوة العنيفة والبيروقراطية العقابية والنظام القانوني لطرد الفلسطينيين من منازلهم الشرعية وإخراجهم من أرضهم، مشيرًا إلى أن القانون الإسرائيلي يعمل بشكل منهجي ضد المواطنين الفلسطينيين في “إسرائيل”.
ونوَّه البيان إلى تطويق المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية المجتمعات الفلسطينية والفلسطينيين المعزولين عن بعضهم البعض بشبكة من نقاط التفتيش، وجدار الفصل الذي يبتلع الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير قانوني ليدعم ذلك ما خلصت كل من منظمات “هيومن رايتس ووتش” و”بتسيلم” إلى أن السياسات والممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين هي سياسات فصل عنصري.
وأعلن بيان الـ120 قسما جامعيا تضامنه مع الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي لفلسطين وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
وأكَّد موقعو البيان: بصفتنا مقيمين ومعلمين ونساء مناهضات للاستعمار الاستيطاني فإننا نرفض قبول دور الولايات المتحدة المالي والعسكري والدبلوماسي والسياسي المشارك في نزع الملكية الفلسطينية، علاوة على ذلك، لن نتسامح مع أية رقابة أو انتقام ضد النشطاء الفلسطينيين وأولئك الذين ينتقدون الدولة الإسرائيلية علانية.
وأضاف البيان ننضم إلى مجتمع دولي نشط وواسع ومتنامٍ يتضامن مع فلسطين ويتألف من أولئك الذين يرفعون أصواتهم لدعم حق الفلسطينيين في الحرية والعودة والأمان والازدهار وتقرير المصير.
لخص هذا البيان بتفاصيله نمط التغيير في المجتمع الأميركي وغلبة المواقف الإنسانية والأخلاقية ودفع التضامن مع القضية الفلسطينية في أميركا إلى مستويات عالية ومشاركة واسعة تتطور وتتنامى، وتسهم في تجديد دعم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني المشروع والعادل.
التجمع النقابي لموظفي وعمال وطلاب جامعة “تمبل” الأميركية، التي تُعد أكبر جامعة في فيلادلفيا، أصدر بيانا هو الآخر 2021/08/07)) اعتبر “إسرائيل” دولة فصل عنصري. ودعم حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال الإسرائيلي، والاستعمار الاستيطاني، والفصل العنصري.
ودعا البيان الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الوقف الفوري لجميع المساعدات العسكرية والدعم المالي للكيان الإسرائيلي، كما طالبه هو ووزارتي الخارجية والدفاع والكونجرس الأميركي بالأخذ بتوصيات تقرير “هيومن رايتس ووتش”، كنقطة انطلاق للغضب على الكيان، للتوقف عن ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما دعت 12 مؤسسة أميركية (2021/08/15) عبر حملة اتصالات موجَّهة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، ورئيس الأغلبية الديمقراطية في المجلس تشاك شومر، بالتدخل الفوري لوقف القرار الإسرائيلي بهدم 16 منزلا في بلدة سلوان بالقدس المحتلة.
وذكر البيان، “منذ أيار/ مايو 2021، واجهت مئات العائلات الفلسطينية في القدس الشرقية ومنها 16 منزلا في حي البستان خطر الطرد التعسفي، مشيرًا إلى أن دعم الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي وسياسة الصمت عن جرائمها بحق الفلسطينيين تشجعها على ارتكاب المزيد من ممارسات التطهير العرقي.
ومن بين الجهات الراعية للحملة: منظمة “عدالة عدالة”، و”مسلمون أميركيون من أجل فلسطين”، و”المركز العربي للموارد والتنظيم”، و”مجموعة التضامن مع فلسطين”، و”شاهد عيان فلسطين”، و”أصوات يهودية من أجل التغيير”، و”الشبكة الفلسطينية الأميركية”، و”الحملة الأميركية من أجل حقوق الفلسطينيين”.
كما هو واضح الآن أن حركة التضامن مع فلسطين في الولايات المتحدة تتسع وتتواصل في التأثير على قطاعات مختلفة من المجتمع الأميركي، بما في ذلك المشرعون والسياسيون وحركات سياسية واجتماعية ودينية مهمة ومؤثرة. وكذلك وسائل الإعلام الأميركية المعروفة بمواقفها المنحازة ضد القضية الفلسطينية، والتي أخذت تنشر ما يفيد القضية الفلسطينية ويفضح الانتهاكات الصارخة للاستعمار الاستيطاني الصهيو ـ أميركي.
التضامن مع فلسطين في الولايات المتحدة الأميركية
- خبر
-
مشاركة