Source: alwatan.com/details/435415Alwatan كتب:
يُعدُّ الشباب عماد كُلِّ أُمَّـة وأساسهـا، فهم أبناء الحاضر وقادة سفينة المستقبل نحو التقدُّم والتطـوُّر، وهم بعنفوانهم نبض الحيـاة في عروق الوطـن، ومن طموحهم تنهض الأمم، وبفضل سواعدهم يعلو البنيان ويضاء الحاضر والمستقبل، وتعلو الهِمَم، فهم أنجع أدوات البناء والتنمية، فلدى الشباب القدرة والقوَّة والطاقـة والحيوية التي تؤهلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجـة للأُمَّـة في اتجاه التنمية والتقدُّم، وهم العمود الذي يرتكز عليه أي مجتمع في هذا العالم، وهم وحدهم من يحددون مستقبله. ويأتي الدور الحكومي الأبرز في كيفية الاستفادة من هذه الطاقة الجبَّارة التي يملكها الشباب والاستفادة منها وتعظيمها بالتعليم عالي الجودة والتدريب الفنِّي في القطاعات والنشاطات كافَّة.
وقد أظهرت الكوادر الوطنية الشابَّة كفاءة منقطعة النظير في سوق العمل في السلطنة، حيث كانت وما زالت الخطوات الحكومية تسعى إلى بناء الإنسان وتأهيله علميًّا وفنيًّا ليأخذ مكانه الطبيعي في بناء وطنه ورفعته، في جميع المجالات والقطاعات، وهو ما يتلقَّفه الشباب العماني دائمًا لإثبات قدراتهم الوراثية في بناء هذا الوطن المعطاء. فبحسب مطويَّة الشباب وسوق العمل الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فإن إجمالي الشباب العُمانيين في الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة بلغ نحو 549 ألفًا و969 شابًّا وشابَّة، مُشَكِّلين ما نسبته 20.1 بالمئة من إجمالي العُمانيين بالسلطنة والبالغ عددهم مليونين و731 ألفًا و456 بحسب بيانات التعداد الإلكتروني العام للسكَّان والمساكن والمنشآت 2020م. ووفقًا للمطويَّة فإن إجمالي عدد الشباب المشتغلين في السلطنة في الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة بلغ 178.6 ألف مشتغل، منهم الذكور بنسبة 79 بالمئة، والإناث بنسبة 21 بالمئة، مُشَكِّلين بذلك ما نسبته 24 بالمئة من إجمالي العُمانيين المشتغلين في السلطنة في عام 2020م. وهو ما يؤكِّد الدور الذي يلعبه الشباب في بناء الوطن، فهم وإن كانوا يُشكِّلون 20 بالمئة من السكَّان إلَّا أنهم يتخطون 24 في المئة من سوق العمل في القطاعين العام والخاص.
وبقراءة متأنية لتلك الإحصائيات فإننا نشاهد تطوُّرات نوعية في توجُّه الشباب العماني نحو سوق العمل، حيث تقريبًا تقاسم القطاعان العام والخاص جهود الشباب العماني، وهو ما يؤكِّد أن شبابنا يملكون من الإرادة للعمل في القطاعات كافَّة. وبحسب المطويَّة، فإن قطاع البناء استقطب العدد الأكبر من العاملين العُمانيين الشباب من بين النشاطات الاقتصادية الأخرى في القطاع الخاص، ثم قطاع تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات والدراجات النارية، يليه قطاع التصنيع وقطاع التعدين واستغلال المحاجر وهكذا، ما يؤكِّد قدرة الشباب العماني على التصدِّي لأصعب الأعمال في أصعب القطاعات دون كلل أو ملل.
على أن انخراط 26 ألفًا و189 عُمانيًّا من الشباب في الفئة العمرية العمرية ما بين 18 إلى 29 سنة في ريادة الأعمال، حيث ما نسبته 17.7 بالمئة من إجمالي أصحاب الأعمال العُمانيين في السلطنة يأتي من تلك الفئة العمرية، يعكس طموح الشباب ونجاح الخطوات الحكومية نحو حثِّ الأجيال الحديثة للعمل في ريادة الأعمال، ما سينعكس إيجابًا على بناء اقتصاد وطني واعد يعتمد على مجموعة من المؤسَّسات الصغيرة والمتوسطة الوطنية، والتي ستحقق الفارق الاقتصادي قريبًا. فتلك المؤسَّسات سيكون لها دور فعَّال في بناء منظومة اقتصادية وطنية تُسهم في دفع التنويع المأمول للاقتصاد الوطني، وعلى الحكومة أن تواصل جهودها التي آتت أُكلها في دعم ريادة الأعمال، خصوصًا بين فئة الشباب، وفتح آفاق جديدة أمامهم، وتدريبهم على ارتياد تلك الأعمال، فصلابة أبنائنا الشباب أثبتت قدرتهم الإعجازية التي فاقت التوقُّعات في العمل وريادة الأعمال.
رأي الوطن: شبابنا وريادة الأعمال
- خبر
-
مشاركة