Alwatan كتب:

طارق علي سرحان:
يأتي تنظيم المتحف الوطني لسلسلة من المحاضرات حول إدارة المتاحف في القرن الحادي والعشرين، ليذكرنا بأهمية المتاحف على مر العصور كونها تحافظ على تراث الشعوب وتاريخهم وتجسيد ثقافة الأجداد بصورة مرئية خصوصا وأن المتحف الوطني يعد الصرح الثقافي الأبرز في السلطنة والمخصص لإبراز مكوِّنات التراث الثقافي العُماني، منذ ظهور الأثر البشري في شبه الجزيرة العُمانية قبل ملايين الأعوام، وإلى يومنا الحاضر.
وتعمل هذه المحاضرات على تفعيل دور المتحف الوطني في نشر الثقافة وإثراء المجتمعات وتقدمها، مع المحافظة على التراث كجزء من التاريخ ونقله من جيل إلى آخر، وتطويره كهدف يعمل عليه المتحف الوطني عبر الارتقاء بالدراسات المختصة بتاريخ تمثيل الثقافات في المتاحف والمراكز الثقافية وجعل التراث العماني وثيق الصلة بالعصر الحديث. والمحاضرات التي انطلقت في السابع والعشرين من شهر يوليو المنصرم والممتدة حتى نهاية العام الجاري تهدف إلى التعريف بالتقنيات الجديدة في بحوث المتاحف والأفكار الثاقبة للارتقاء بالدراسات الثقافية في المتاحف والمواقع التاريخية. حيث يظل تطوير المتاحف لمواكبة متطلبات الثورة الرقمية الثانية التي يمر بها العالم المعاصر، هو التحدي الأكبر الذي يواجه القائمين على المتاحف. إدارة المتحف الوطني وهو الصرح الثقافي الأبرز في السلطنة، تحشد إلى جانب إدارات المتاحف في جميع أنحاء العالم، جهودها نحو تعزيز الأدوات الرقمية ووسائل الإعلام الاجتماعية للوصول بخدماتها لكافة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت، سعيًا منها لتقديم محتوى متعدد يتلاءم مع متطلبات واحتياجات العصر الحالي، وذلك عبر تقديم المحاضرات والمعارض الافتراضية.
كما تمضي إدارة المتحف الوطني في تنفيذ سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي ترمي إلى تهيئة البيئة المتحفية انطلاقًا من رؤيته نحو تطبيق أفضل الممارسات المهنية وضمان استمرارية تقديم أفضل الخدمات المعتمدة على أعلى المعايير دوليًّا.
وتأتي السلطنة على قائمة الدول التي أدركت مبكرًا أهمية الاهتمام بالتراث والكنوز التاريخية والتراثية، حيث تحتضن متاحفها إرثًا عريقًا، بينما تزاوج بين عناصر الثقافة والحضارة والتاريخ واللغة.