Source: alwatan.com/details/435569Alwatan كتب:
تُعدُّ السياحة البيئية واحدًا من أهم المنتجات السياحية التي تشهد رواجًا وإقبالًا، فهي تستهدف الاستفادة من الإمكانات السياحية والتراثية، والحفاظ على البيئة لأطول فترة ممكنة، وتحقيق التنمية الاقتصادية في المجتمع، والحفاظ على التنوُّع الأحيائي. وتُعدُّ المحميَّات الطبيعية أحد المقوِّمات الطبيعية للسياحة البيئية، فهي تُحدِّد في كثير من الأحوال نمط حياة الإنسان والحيوان، حيث يمثِّل النبات الطبيعي أساسًا مُهمًّا لقيام صناعة السياحة؛ نتيجة لما يتمتع به من طبيعة ذات قيمة جمالية، ويحقق إدماج السياحة البيئية في خطة إدارة المحميَّات الطبيعية الكسب المادي، ويكوِّن جمهورًا واعيًا لأهمية الحفاظ على التنوُّع الأحيائي والموارد الطبيعية، كما يضيف إلى أهمية المحميَّات الطبيعية والجمالية والبيئية أهمية اقتصادية، ما يُمكِّنها من تأدية دورها في خدمة المجتمع، وفتح فرص عمل للسكَّان المحليين، وتنمية قطاع السياحة بما يصبُّ في إنجاح سياسة التنويع الاقتصادي.
وتأتي السلطنة في أوائل الدول التي اهتمَّت بالبيئة، وسعت لإقامة التشريعات والمحميَّات الطبيعية للحفاظ عليها، وعملت على إبقائها بكرًا؛ إيمانًا منها بما تملكه البيئة العمانية من كنوز تحمل في طياتها تنوُّعًا بيولوجيًّا فريدًا، يحمي مئات الآلاف من الكائنات الحيَّة من الانقراض. فالسلطنة كانت حريصة على المحافظة على المَواطن الطبيعية بمختلف الولايات تعزيزًا للنِّظام البيئي، وحمايةً للحياة الفطرية والتنوُّع الأحيائي، والحرص على إقامة مناطق حماية خاصة، وحماية الأنظمة البيئية بمختلف أشكالها، ومنع الأضرار والتلوُّث، كما حرصت على أن تكون المحميَّات الطبيعية عوامل لجذب السياحة من جهة، ومنحى لتشجيع العلماء والباحثين من جهة أخرى، حيث إن هذه المحميَّات تُعدُّ دعمًا أساسيًّا في التراث المحلِّي والعالمي.
ويأتي المرسوم السلطاني السامي رقم (58/2021) بإنشاء محميَّة خور خرفوت الأثري في محافظة ظفار تأكيدًا جديدًا على حرص السلطنة ـ ممثَّلةً في القيادة السامية لجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه ـ على تواصل العمل على حفظ البيئة العمانية من ناحية، وإقامة صناعة سياحية واعدة قائمة على صون البيئة وتنوُّعها الأحيائي، وتقع المحميَّة الجديدة ضمن النطاق الجغرافي الجبلي بمحافظة ظفار الذي يتأثر بالأمطار الموسمية السنوية (الخريف) ويسود فيها المناخ شبه الاستوائي، وبيَّنت نتائج الدراسات والمسوحات الميدانية وجود (20) نوعًا من الثدييات و(193) نوعًا من الطيور و(20) نوعًا من الزواحف و(183) نوعًا من النباتات، بالإضافة إلى مئات الأنواع من اللافقاريات مثل الحشرات والعناكب وغيرها.
وعلى صعيد الطبيعة السياحية للمحميَّة بجانب هذا التنوُّع الأحيائي المميَّز، يتَّسم شاطئ المحميَّة المُطلُّ على بحر العرب المُتَّصل بخور خرفوت الأثري بخليج مائي جميل يشكِّل موئلًا استثنائيًّا لاستقطاب الطيور المهاجرة، ووجهة مهمَّة لهواة التنزُّه والاستجمام، ومشاهدة السلاحف المائية، والدلافين، وصيد الأسماك، بالإضافة إلى تميُّز محمية خور خرفوت الأثري بأنها موطن لأجود أشجار الرعي، وإلى توافر مصادر المياه، حيث يُعتقد أن الخور استُخدِم كميناء قديم لتصدير اللبان، كما يوجد عدد من الشواهد والآثار التي ربَّما تحكي الدور التاريخي والثقافي لهذه المنطقة التي لم تتم دراستها بعد.
يمكن القول إن المحميَّة إضافة حقيقية للمقوِّمات السياحية، وقيمة مضافة للبيئة العمانية والتنوُّع الأحيائي، وواجهة سياحية جديدة تضاف إلى قائمة الوجهات السياحية التي تتميَّز بها السلطنة.
رأي الوطن: واجهة سياحية بيئية جديدة
- خبر
-
مشاركة