بوح الخزامى: (الأقارب عقارب).. أفكار خبيثة تغرس في نفوس أبنائنا

    • خبر
    • بوح الخزامى: (الأقارب عقارب).. أفكار خبيثة تغرس في نفوس أبنائنا

      Alwatan كتب:

      سميحة الحوسنية:
      كثيرًا ما نرى في مشاهد الحياة انقطاع صلة الأرحام والمحبة بين بعض العائلات، والتي وللأسف الشديد كانت ومازالت تُغرس في نفوس أبنائها غرائز الكره والقطيعة تحت شعار:
      (الأقارب عقارب)، فلا نعلم من أين أتت تلك الأفكار الخبيثة التي تدعو إلى قطيعة الأرحام؟! ..
      فوالله ما هي إلّا سمٌّ قاتلٌ ينتشر في جسد المجتمع، فتتفكك الأواصر وتشحن القلوب بالبغضاء..
      فلا سكينة ولا طمأنينة..
      وكأننا نعيش في عالم الغاب.
      هناك الكثير من الشخصيات التي عاشت طيلة حياتها في معزل عن عوائلها وأرحامها حتى كبر النشء وهم لا يعرفون أهاليهم اطلاقًا وصلة القرابة التيبينهم..
      وذلك بسبب انقطاع الوالدين وكبار السن عن زيارتهم، فالأحاديث السلبية التي تدور في بعض الأسر للأسف الشديد يُدار حوارها أمام الأبناء، فتتولد لديهم العديد من الأفكار تجاه عوائلهم ومشاعر الحقد والكراهية لبعض المواقف التي صدرت من أحد أفراد العائلة..
      وقد أكل عليها الدهر وشرِب..
      فتستمر تلك العداوة بين الأهل، وكثيرٌ ما يتردد في المسامع عبارات:(هذيلا ما أقارب..
      هذيلا عقارب)، فتمضي السنوات وتنمو تلك الأحقاد الدفينة بينهم.
      لقد دعت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة إلى صلة الأرحام التي تُعدُّ من مكارم الأخلاق، فالتواصل يكسب المجتمع تماسكًا، ويكون حصنًا منيعًا، فتنشأ أسرٌ متماسكةٌ تسودها الأُلفة.
      .ونسيجٌ متكاملٌ وبناءٌ اجتماعيٌ ستكون ثمرته بأن تنشأ أجيال تكون المصلحين والقادة والمفكرين والمعلمين والدعـاة الذين يحملون نبراس الهداية ومصابيـح النور إلى أبناء أمتهم، وإلى الناس أجمعين.
      ماذا لو تم تربيتهم على أن الأهل عزوة وسند..
      الجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة والاخ والاخت..
      كلهم قطع من القلب وروح تبث في الأجساد.
      إنّ لصلة الرحم ثوابًا وأجرًا عظيمًا ومكانة عند الله ـ جلّ وعلا ـ فمن عِظم حقها عند الله عزوجل أنه خاطبها ووعد بوصل من وصلها، وقطع من قطعها، قال (صلى الله عليه وسلم):
      (خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ، قَامَتْ الرَّحِمُ فَقَالَ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ، فَقَالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ:
      فَذَلِكِ لَكِ..) (متفق عليه).صِلوا أرحامكم ولا تقطعوها..
      واعلموا أنه لا بد أن يتم التغاضي عن أخطائهم، فالأرحام لهم حق خاص ويُتحمل منهم ما لا يُتحمَّل من غيرهم، وعلِّموا أولادكم ذلك، ومن شق عليه القيام بالزيارة، فليوصل رحمه ولو بالسلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
      فكم هو موجع عندما نرى اشتياق كبار السن لأحفادهم وتلك الانقطاعات الطويلة لأخبارهم وكأنهم لا ينتمون الى أسره واحدة..كم هو محزن أن يسود الجفاء وتسيطر مشاعر البُعد وعدم الرغبة في زيارتهم والاطمئنان عليهم..
      فتمضي الشهور والسنوات على هذا الحال..
      تاركين ظروف اللقاء للمناسبات.
      أما آن الأوان أن يحظى أبناؤنا بدفء محبة عائلتهم بعيدًا عن تلك المشاحنات وقطيعة الأرحام، فصلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر ومن أسباب دخول الجنة، فعن النبي
      (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:(يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) (رواه احمد والترمذي وابن ماجه).فما أحوجنا في هذا الزمن للاقتراب لا للابتعاد، فالعائلة كنز ودفء في أوقات الصقيع ونسمات باردة في أيام يشتد فيها صيهد الصيف.

      * مُراسلة (الوطن) في الخابورة

      Source: alwatan.com/details/435563