Source: alwatan.com/details/435702Alwatan كتب:
طالب بن سيف الضباري:
لا أحد ينكر أن المتقاعد يعتبر مخزونا معرفيا وخبرة لا غنى عنها، كلًا في مجاله،. فالتجارب العملية التي عاشها من خلال عمله سواء في جانبه المهني او الاداري او القيادي، كونت لديه دراية بالكثير من الجوانب الايجابية التي يمكن تعزيزها والسلبية التي يمكن معالجتها، فهو في جميع الأحوال مكسب لأي جهة ترغب في تعيينه والاستفادة من تجربته العملية، هذا اذا علمنا بأن القرار الذي اتخذ حول احالة الآلاف الى التقاعد الاجباري من منتصف العام الماضي 2020 وحتى بداية العام الحالي 2021، الغالبية منهم اكملوا 30 عاما خدمة الا انهم لم يصلوا الى سن التقاعد، وبالتالي فهم لايزالون في قمة العطاء والقدرة على العمل والإضافة فيها والتكيف مع مستجداته المختلفة فنيا او تقنيا، فضلا عن ان المتقاعد إقدامه على القيام بأي يعمل يطلب منه فيه الكثير من الثقة التي اكتسبها طوال سنوات خدمته الماضية، عكس الشاب لا يزال في بداية طريقه ويحتاج الى ان يكون قريبا من مثل تلك الكفاءات والخبرات لكسب ما لديها من أدوات يرتكز عليها في مساره المهني والعملي.
الكثير من المتقاعدين كانوا خلال الفترة الماضية ولا يزالون يعيشون حالة من عدم الاستقرار خاصة اولئك الذين اخرجوا من اعمالهم وهم مثقلون بالديون، ولم يعطوا في المقابل فرصة ان يتاح لهم العمل مرة اخرى في القطاع الحكومي، في الوقت الذي يتواجد فيه قوى عاملة وافدة تعمل في تخصصاتهم والخبرات التي كانوا عليها ولا يحق لهم التنافس على اي فرصة عمل يعلن عنها، الا ان التوجه الايجابي الذي اقدمت عليه وزارة العمل بعد اقناع الحكومة بذلك بإتاحة الفرصة للمتقاعدين التقدم للفرص المتاحة، مثل جانبا مهما ليس فقط لدعم هذه الفئة من افراد المجتمع لتحسين اوضاعها المعيشية وموارد رزقها، وانما كذلك للاستفادة من خبراتها خاصة في مجالات التربية والتعليم والصحة والمجالات الاخرى التي تلجأ بعض الاجهزة الحكومية لطلبها من الخارج لتعويض نقص الكادر البشري لديها، وفي ذلك اي الاستفادة من خبرات المتقاعدين توفير مادي ايضا وتقليل كلفة، حيث إن متطلبات الاستعانة بالخبرة الوافدة ترتبط بالعديد من الالتزامات ذات الطابع المادي، عكس الخبرات الوطنية التي يمكن التعاقد معها من خلال عقد سنوي الشق المادي فيه الأجر الشهري، فهو في الاصل لديه نظام تقاعد ويحصل على مجانية بعض الخدمات ولا يلتزم معه بتذاكر سفر اي تأمين سكن او أي جوانب أخرى.
الأمر الآخر الذي يفترض ان يعتمد من قبل الجهات التي ترغب في توظيف المتقاعدين مراعاة عدم إخضاعهم لاختبارات الوظيفة تقديرا لخبرتهم، ان ذلك ضمن دائرة اهتمام تلك الجهات، ولتكن البداية بالاعلان الاخير المعني بفرص العمل الخاصة بالتربية، بان لا يقدم أي من هذه الفئة متى ما وقع عليها الاختيار الى مثل هذه الاجراءات ومساواتهم بأولئك المتقدمين الجدد الذين تخرجوا على ايديهم، ثقة بما لديهم من معرفة وتجربة في مجال التعليم وتربية الأجيال، فشكرا لكل الجهود التي تعمل على حلحلة القضايا التي يعاني منها المواطن خاصة في مجال عدم توفر الفرص وايجاد البدائل التي تعينه على ذلك لكي يقدم المزيد من العطاء لخدمة بلده، فالبلد في الحقيقة بحاجة الى كل عطاء لتستمر في الصعود والارتقاء، لذا فإن المتقاعد طاقة يجب ان لا نعطلها طالما هو قادر على العطاء.أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
dhabari88@hotmail.com
ولنا كلمة: فرص العمل متاحة للمتقاعدين
- خبر
-
مشاركة