رأي الوطن: تضافر الجهود لتوفير الطاقة المتجددة

    • خبر
    • رأي الوطن: تضافر الجهود لتوفير الطاقة المتجددة

      Alwatan كتب:

      تسعى السلطنة لبذل مزيد من الجهد في مضمار تنويع مصادر الدخل، والنظر في كيفية الاستفادة من البدائل المولدة للطاقة، ووضع الخطط الاستراتيجية اللازمة لتحقيق ذلك، حيث تضمنت رؤية “عُمان 2040” أهدافًا واضحة لتنفيذ تلك الاستراتيجية، والتي تعمل على تحقيق حوالي ٣٠ بالمئة من احتياجات السلطنة من الطاقة من مصادر متجدِّدة؛ نظرًا للإيمان بحق الأجيال القادمة في التنمية المستدامة، وتواصلًا مع الجهود التي بذلتها البلاد في هذا المجال طوال العقود الخمسة الماضية. فالسلطنة وضعت الطاقة النظيفة كأحد أهدافها الرئيسية؛ إدراكًا منها للمتغيِّرات التي يحملها المستقبل، والمساهمة في صون البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة، بالإضافة إلى سعيها الدؤوب لإيجاد اقتصاد أخضر يوازن بين صون البيئة وحمايتها، وتحقيق جدوى اقتصادية ناجعة.
      ومن هذا المنطلق فقد أطلقت أمانة لإدارة المؤسسات والصناديق الوقفية بالتعاون مع هيئة تنظيم الخدمات العامة وشركات الطاقة والمؤسسات المالية الإسلامية برنامج “المسجد الأخضر” المتخصص في مجال الطاقة المتجدِّدة، حيث يعنى هذا البرنامج بتوفير احتياجات الطاقة للمساجد من خلال برنامج متخصص يعزِّز تحوُّل المساجد للطاقة المتجدِّدة، حيث يبلغ عدد الجوامع
      والمساجد في السلطنة ما يزيد عن (16464) مسجدًا، وستسهم هذه المبادرة في توفير احتياجات الطاقة الكهربائية وتقليل التكلفة التشغيلية للمساجد، ويدعم المشروع من حيث فكرته توجُّهات رؤية “عُمان 2040” من حيث تحقيق حوالي ٣٠ بالمئة من
      احتياجات السلطنة من الطاقة من مصادر متجدِّدة.
      إن هذه الخطوة تعمل على توفير احتياجات المنظومة الوقفية، وتسهم في الحراك الاقتصادي بتوفير مشروعات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن ناحية أخرى تقوم بتنفيذ الأوامر الشرعية التي تحضنا على عدم الإسراف في الموارد الطبيعية، وتأمرنا بالحفاظ على البيئة التي أورثنا إياها الخالق عزَّ وجلَّ وجعلها أمانة نحاسب على الإضرار بها، بالإضافة إلى ضمان مستقبل بيئي نظيف للأجيال القادمة، كما أن هذا البرنامج يستثمر الأموال الوقفية وفق أحدث الأساليب التجارية والاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية لتعظيم المنفعة من خلال تفعيل أصول المؤسسات والصناديق الوقفية، وبما يسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالسلطنة وفقًا لتطلعات رؤية “عُمان 2040”.
      ويمثِّل نجاح المرحلة التجريبية لبرنامج (المسجد الأخضر) منذ تدشينها في نوفمبر 2020 دافعًا للمُضي قُدمًا في التوسع في المشروع وتطبيقه على 100 مسجد عبر ثلاث حزم على مدى ثلاث سنوات باستثمار يقدر بخمسة ملايين ريال عماني، يخصص جزء منها كذلك لمشاريع تقنيات ترشيد الاستهلاك، إضافة لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر متجدِّدة.
      وستتمكن الجوامع والمساجد الراغبة في تبنِّي هذا البرنامج وتطبيقه من التعاقد مع “أمانة” للاستثمار بحيث تتولَّى الأخيرة تركيب ألواح الطاقة الشمسية وتركيبها وتشغيلها لفترة زمنية محدَّدة، حيث يتوقع أن تحقق المساجد توفيرًا فوريًّا في الفواتير، على أن تعود ملكية أنظمة الطاقة الشمسية للمسجد عند انتهاء الفترة الاستثمارية المتفق عليها.
      ويُعد البرنامج الجديد متعدِّد الفوائد، فبجانب ما تم ذكره ودوره في دعم خطط السلطنة نحو تعزيز الاعتماد على مجال الطاقة المتجدِّدة، يعمل البرنامج على تعزيز الوعي المجتمعي بإمكانية التحوُّل للطاقة المتجدِّدة كخيار عملي ومجدٍ اقتصاديًّا مع الانخفاض المستمر لتكلفة هذه التقنيات وزيادة فعاليتها، كما أنه يمثِّل باكورة استثمارات “أمانة” الوقفية القائمة على نهج الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص لخدمة المنظومة الوقفية واستثماراتها التي تسعى للمشاركة في برامج التنمية الشاملة في السلطنة.

      Source: alwatan.com/details/436055