سرُ مرض السرطان!

    • خبر
    • سرُ مرض السرطان!

      Alwatan كتب:

      د.يوسف بن علي المُلاَ:
      تمر على الإنسان لحظات فَتراه يضحك ، فيضحك العالم معه . وبينما هوكذلك ،يصاب بالسرطان –أجاركم الله- فلا يستطيع ذلك العالم أن يُغلق شرَكه ! وها هو الإنسان ، اعتقدَ أنه فهم كيف يعمل العالم ، أو على الأقل الأجزاء التي أحتاج إلى معرفتها. ولكن عندما أصيب بالسرطان ، انهار جسده بشكل كارثي لدرجة أنَه توقَف عن الوثوق بما كان يفكر فيه أو ربما بما يؤمن به. ولعلَ ذلك الإنسان قد أدرك متأخِرا بأنه يجب عليه أن يستمع للناس عندما يخبرنونه بما يجب أن يفعله تجنبا للمرض ، لأنه من الواضح لم يكن يعرف شيئًا.
      من ناحية أخرى ، هناك تحذير واحد قد سمعه هذا الشخص من عدد كبير من الناس ، كل يوم تقريبًا ، وأحيانا مرتين أو ثلاث مرات في اليوم: كان عليه أن يبقى إيجابيا. فالأشخاص الذين يتغلبون على السرطان لديهم موقف إيجابي عظيم ، وحقيقة هذا ما يميز الناجين عن الأموات.
      ومع ذلك يتم تشخيص الناس بالسرطان بطرق مختلفة. البعض لديهم تاريخ عائلي ، ويراقبهم أطباؤهم لسنوات. بينما يعاني البعض الآخرمن أعراض لفترة طويلة لدرجة أن التشخيص النهائي هو تأكيد رهيب أكثر من صدمة. ثم هناك أشخاص يمضون بحياتهم المزدحمة ، ويأتي يوم ليدفعوا باباً لمبنى طبي مألوف للحصول على موعد روتيني ، فيتفاجئون بدخول بئرِمصعدٍ فارغ ينذربحدث جلل .
      كان السرطان المنتشر لذلك المريض فكرة متأخرة. وكانت الأعراض مع العلاج الكيميائي ، أيضا فكرة متأخرة: ماراثونات التعب ، والغثيان المتصاعد ، ووخز اليدين والقدمين والجفاف والحرارة .وهنا نتسائل ماذا لو كانت الوفاة بسبب السرطان تستحق النشر مثل حوادث المرور مثلا ؟ ماذا لو طلبنا المزيد من الباحثين الطبيين والأطباء والممرضات وخبراء التغذية في الشوارع للحفاظ على سلامتنا؟ ماذا لو طلبنا المزيد من أسرّة المستشفيات مثلما طلبنا المزيد من أسرّة الفنادق والمنتجعات ؟
      وهنا وبينما ذلك المريض يعيش تلك اللحظة ولعلَها اللحظات الطويلة المثقلة بالألم والخوف ، أجد –نفسي – هنا محفِزا إياه وقائلا : لكي تكون استثنائيًا ، عليك أن تخبر جسدك أنك تريد أن تعيش ، وربما عليك أن تقول (مستحيل ) لأي طبيب يقول إنك مصاب بمرض مميت. عليك أن تتذكرالحقيقة البسيطة وهي أن السعداء عموما لا يمرضون. بل أنَ الغضب أو خيبات الأمل القديمة يمكن أن تتحول إلى سرطان.لذلك أنت بحاجة إلى التخلُص من تلك المشاعر ، أوأنها ستقتلك.
      ختاما ، كان من الصعب تصورالعيش للأب أو الإبن ، للأخ أو الأخت أيًا كان القريب بعد رحيل ذلك الإنسان وبعد معاناته الطويلة مع مرض السرطان. لقد حمله أبناءه بقوة أكبرمن المعتاد ، لم يرغبوا في السماح له بالذهاب. ولكن في تلك اللحظة ،اعتقد أنه يتعين علينا ترك الحياة تذهب فلعلَ الأنفس تتشافى بشكل أفضل. ومهما كان ،علينا أيضا أن ندع الحياة تذهب من أجل الحياة- رحمهم الله-.

      Source: alwatan.com/details/436054