Source: alwatan.com/details/436224Alwatan كتب:
ناصر بن سالم اليحمدي:
نشاط اقتصادي استثماري متزايد هذه الأيام بين بلادنا العزيزة وشقيقاتها العربيات يتمثل في اجتماع مجلس الأعمال العُماني ـ السعودي المشترك واجتماع اللجنة العُمانية البحرينية المشتركة، ومن قبلها مباحثات قطرية وكويتية، وغيرها من نماذج للتعاون المشترك الذي يزيد من ترابط الشعوب، ويعزز العلاقات الأخوية بين الأشقاء على كافة المستويات الرسمية والشعبية ويحقق الخير والنماء للبلاد والعباد.
لا شك أن حرص قيادتنا الحكيمة على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى خصوصا الشقيقة وتنميتها في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية والعلمية والصناعية والصحية وغيرها لتصل إلى أعلى درجات التنسيق والشراكة يبرهن على أننا نسير في تنفيذ أهداف رؤيتنا الطموحة؛ لأن التعاون بين أي دولتين إلى جانب أنه يصب بلا شك في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، إلا أنه يدعم تبادل الخبرات والتجارب بينهما بما يحقق مستقبلا أكثر إشراقا وازدهارا وأمنا واستقرارا ويقوي أواصر المحبة بين شعبيهما.
إن السلطنة منذ بواكير نهضتها المباركة وهي تحرص دائما على تطوير وتنمية علاقاتها مع شقيقاتها العربيات بما يحقق مصلحة الشعوب بعيدا عن أي تذبذبات سياسية حيث كانت تضع هذه المصلحة فوق كل اعتبار، وتدرك تماما أن أي متغيرات سياسية مصيرها إلى زوال وأنها مجرد زوبعة في فنجان سرعان ما تتلاشى؛ لأنها لا تستطيع الصمود أمام قوة وشائج المحبة التي تربط الشعوب العربية وبعضها البعض والتي لا تتأثر بتقلبات السياسة وحوادثها.. فالهدف الأسمى هو التنمية والبناء وتوفير الاستقرار والأمن والسلام وتحقيق مستقبل مشرق مزدهر وهي مبادئ كانت تنتصر دائما على أي متغيرات وقتية.. فظلت العلاقات العُمانية العربية نموذجا للتقارب والمحبة.
وفي عهدنا المتجدد جاء حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بنظرته الثاقبة وفكره الحكيم ليعزز من السياسة الرشيدة ويزيد من تطوير ودعم العلاقات بين السلطنة وشقيقاتها الخليجيات والعربيات ويحدث المزيد من التقارب بين الشعوب، وهذا بالطبع مطلب جماهيري لكل دول الأمة العربية المتعطشة للتعاون والتكامل والرافضة للشقاق والفرقة والتي تطمح دائما لتوطيد أواصر الألفة والمحبة.
إن اجتماعات السلطنة مع شقيقاتها تعكس مكانتها وقيمتها الحقيقية، وأن أياديها البيضاء التي لا تتلون بأي لون آخر ممدودة بالنماء والخير والتعاون، وأنها حريصة دوما على حفظ روابط الدم والجيرة والمصير المشترك.. أدام الله على بلادنا وأمتنا العربية المحبة والأمن والتقدم وأبعد عنها شبح الفرقة والشقاق.
* * *
صناديق الاقتراع قالت كلمتها في انتخابات الاتحاد العُماني لكرة القدم وفاز سالم بن سعيد الوهيبي بفترة ثانية على التوالي لرئاسة الاتحاد مدتها أربع سنوات ليبدأ مرحلة جديدة من عمر الاتحاد نتمنى أن يعالج فيها أخطاء الماضي، ويحقق إنجازات ملموسة تسعد قلوب عشاق الساحرة المستديرة.
نحن لا ننكر أن المجلس السابق مرَّ بالكثير من التحديات الصعبة والظروف الاستثنائية في ظل انتشار جائحة كورونا التي أثرت على المجال الرياضي بصفة عامة بشكل سلبي ما بين تأجيل وإلغاء وتباعد وغياب للجمهور وغير ذلك من الإجراءات التي كان يصدرها الاتحاد للتغلب على الصعوبات، والخروج من الأزمة بأقل الخسائر، ومحاولة تحقيق شيء من الأهداف والخطط التي وضعها في روزنامته السنوية.
لكن الآن يمكننا القول إن الأمور عادت لطبيعتها بنسبة كبيرة جدا تقارب 80% أو أكثر وهو ما يضع المجلس الجديد أمام تحدٍّ لتحقيق الإنجازات المنشودة ويتطلب إصلاح الخلل الذي سبب الإخفاقات السابقة ومعالجته بما يعلي من شأن الكرة العُمانية ويضع منتخبنا الأحمر وأنديتنا وسط الكبار.
إن أول التحديات التي يواجهها المجلس الجديد والتي تأتي استكمالا لما سبق هو تصفيات المرحلة النهائية المؤهلة لمونديال قطر 2022.. فمنتخبنا الأحمر على موعد مع الفريق الياباني يليه السعودي في الجولة الثانية، وهي مبارايات قوية وصعبة ولكن الفوز فيها ليس مستحيلا؛ لأن منتخبنا لا يقل مهارة وفنا عن أي فريق آخر.
إن الوسط الرياضي ينتظر ما ستسفر عنه قرارات المجلس القادمة والتي من المؤكد أنها ستحمل رؤية مختلفة عن المجلس السابق نظرا لأن المجلس الحالي يضم وجوها جديدة لم يسبق لها دخوله، وبالتالي ستبذل تلك العناصر أقصى جهدها لكي تثبت كفاءتها وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح بأسرع وقت ممكن.
لا شك أن المرحلة القادمة حرجة وتتطلب الكثير من الإخلاص والعمل الدؤوب والفكر الحكيم الذي يعالج السلبيات السابقة، ويحقق الأهداف المرجوة، وجميعنا يعول على المجلس الجديد تحقيق النجاح والفوز المستمر وتطوير شكل وجوهر الرياضة العُمانية لتكون جديرة بالريادة.
نقدم أصدق التهاني لسالم بن سعيد الوهيبي على فوزه الغالي برئاسة الاتحاد العُماني لكرة القدم، وندعو الله أن يوفق الاتحاد ورئيسه وأعضاءه لتطوير الكرة العُمانية وتحقيق الإنجازات والنجاحات المتواصلة.. كما نبتهل إلى المولى جل شأنه أن نرى منتخبنا الأحمر وسط الكبار في مونديال قطر وغيرها من المسابقات الدولية وأن يأتي بالكؤوس والدروع والجوائز القيمة لأنه يستحقها بجدارة.
أضواء كاشفة: العلاقات العُمانية العربية نموذج مثالي للتقارب والمحبة
- خبر
-
مشاركة