Alwatan كتب:

مبارك بن سعود الحرسوسي:
منذ إنشاء هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بموجب المرسوم السلطاني رقم ( 2011م / 119 ) والتي تهدف إلى تطوير ولاية الدقم بمحافظة الوسطى لجعلها وجهة اقتصادية تستقطب الاستثمارات العالمية في مختلف المجالات وتساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة حيث زار المنطقة عدد من الوفود من دول مختلفة من العالم وأثمرت تلك الجهود عن بروز ملامح المنطقة ضمن مخططاتها التفصيلية للمستثمرين حيث وجود المخطط السياحي لخدمة المنطقة والولايات القريبة منها بل والعالم أجمع من خلال مشروع مطار الدقم ووجود مخططات للصناعات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ومشروع ميناء الدقم والحوض الجاف ومحطة تخزين عالمية للنفط الخام في رأس مركز بولاية الدقم ومصفاة الدقم بالشراكة مع دولة الكويت الشقيقة هذا بالإضافة إلى التنوع الجيولوجي الذي تتميز به المنطقة والثروة البحرية التي يمكن أن تكون أحد روافد المشاريع المختلفة للمستثمرين بالدقم .
أما الدقم اليوم وقد توشحت ثوب السعادة والجمال والبهاء وتزينت طرقاتها وارتفعت عماراتها واستقطبت الكثير من المستثمرين من داخل السلطنة وأصبحت الشغل الشاغل لرجال الأعمال ونرى اليوم الوفود الخارجية من رجال الأعمال تتهافت إلى المنطقة للاطلاع على الميزات التنافسية والفرص الاستثمارية التي ما زالت تحمل في جعبتها الكثير للحاضر والمستقبل كما وحدت حكومة جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله كافة جهودها نحو تسهيل وتبسيط الإجراءات وتشجيع الاستثمار داخل المنطقة الأمر الذي أصبح يعول عليه الكثير من المتابعين في مساهمة هذه المشاريع في زيادة الناتج المحلي ورفد ميزانية الدولة وكذلك خلق فرص استثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوفير فرص عمل للشباب الباحثين عن عمل في مختلف التخصصات.
ومما لا شك فيه أن الدقم لديها الكثير من المقومات الطبيعية التي تساهم في جعلها بوابة اقتصادية للسلطنة وهذا ما أكدته الاستراتيجية العمرانية للسلطنة في جعل الدقم مركز اقتصادي عالمي وتحقيقاً لرؤية عمان 2040 في التنوّع الاقتصادي وبناء مدن ذكية ومدن صناعية عالمية ومواكبة التسارع العالمي الذي نراه مع عودة العالم إلى الحراك بعد ركود ثقيل خلفته جائحة كرونا حيث ينشط السوق العالمي ويسابق الزمن للعودة التدريجية للحياة الطبيعية ومدى قدرة الدقم وغيرها من المناطق الاقتصادية والصناعية والحرة في السلطنة لتلبية هذا الزخم الهائل من الاقبال والرغبة العالمية في الاستثمار ونأمل أن نرى بادرة تلك الاستثمارات مع المملكة العربية السعودية القطب الاقتصادي الكبير في المنطقة من خلال افتتاح المنفذ البري المرتقب وكذلك زيارة وفد المملكة الذي يضم شخصيات من أصحاب القرار وكذلك رجال اعمال لهم مكانتهم في القطاع الخاص يتوج ذلك مستقبلاً بناء سكة الحديد التي تم التخطيط لها بالربط بين دولة مجلس التعاون والتي تعتبر الدقم احدى محطاتها الرئيسية.

مراسل (الوطن) هيماء