Source: alwatan.com/details/436400Alwatan كتب:
علي بدوان:
يوما بعد يوم، تستعر النيران أكثر فأكثر داخل حزب الليكود، بين بنيامين نتنياهو من جهة، ومنافسيه داخل الحزب من جهة ثانية. الذين يعتقدون بأنه السبب وراء هزيمتهم الانتخابية، والمعادة للمرة الرابعة، وبالتالي في فشل حزب الليكود في تشكيل الحكومة وقيادة الدولة. عدا عن رغبة جمهور الحزب بالإطاحة بنتنياهو وإخراجه من الملعب السياسي وإحالته للتقاعد، بعد سنوات طويلة من تشكيله حكومات متتابعة وقيادة “إسرائيل”، والإتيان بجيلٍ جديد من أعضاء الحزب لقيادته في المرحلة التالية.
فحزب الليكود، شاخ، وهرم، في ظل قيادة نتنياهو، وآخرين من (القدامى) الذين عليهم مغادرة المواقع القيادية للحزب، وفق ما تراه القيادات الشابة الصاعدة في بالحزب، والمؤهلة للعب دور في أطر وهيئات ومؤسسات الليكود بعد سنوات طويلة من إحكام نتنياهو لقبضة يده على الحزب.
ومؤخرا، أعلن عضو الكنيست الجنرال (آفي ديختر) الأصغر سنا من نتنياهو، والذي تولى في الماضي منصب رئيس الشاباك ووزير الأمن الداخلي، أعلن قبل أيام، وتحديدا يوم 29/8/2021 “أنه يعتزم ترشيح نفسه لرئاسة حزب الليكود ورئاسة الحكومة في الانتخابات الداخلية المُقبلة للحزب، مقابل زعيم الليكود ورئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو”. ويُعد إعلان الجنرال (آفي ديختر) بمثابة هجوم مُركَّز وعلني على نتنياهو. فضلا عن ترشيح أعضاء من حزب الليكود لقيادة الحزب، ومنهم “أعضاء الكنيست يسرائيل كاتس، ونير بركات، وميري ريجيف…” الذين أعلنوا أنهم سينافسون نتنياهو على قيادة حزب الليكود والمعارضة ككل. والذين يرون بضرورة تغيير نتنياهو، بالرغم من أن حزب الليكود خرج من الانتخابات التشريعية الأخيرة كأكبر حزب لكنه فشل في إقامة ائتلاف تحالفي حكومي، لاعتبارات سياسية من جانب الأحزاب التوراتية الحريدية الصغيرة. فقد جرت في السنتين الماضيتين أربع جولات انتخابية بسبب فشل نتنياهو بتشكيل حكومة، وذلك على خلفية امتناع أحزاب، باستثناء الحريدية والصهيونية الدينية، التحالف مع نتنياهو إثر لوائح الاتهام ضده في قضايا فساد ورشاوى خطيرة.
وفي واشنطن، وزيارة (نفتالي بينيت) التي تترافق مع الأحادث الليكودية الداخلية، وخلال المحادثات التمهيدية بين الطرفين: الأميركي و”الإسرائيلي” سعى مستشارو (نفتالي بينيت) لإقناع مستشاري الرئيس الأميركي (جو بايدن) “بلجم انتقاداتهم لسياسة إسرائيل في الضفة الغربية بقدر الإمكان حول قضايا مثل استهداف المدنيين، هدم بيوت، مصادرة الأراضي، توسيع المستوطنات… الخ”. وأضافوا أن “أي شكوى أميركية ستؤدي إلى ضغوط على الجناح اليساري في الحكومة. والنتيجة ستكون أزمة داخلية في الحكومة وانفراط عقد الحكومة الائتلافية المشكلة من ثمانية أحزاب مؤتلفة معا وملونة سياسيا وأيديولوجيا”.
إن الإدارة الأميركية (إدارة الرئيس جو بايدن) ترفض بشدة عودة نتنياهو لمواقعه في قيادة “إسرائيل” وحزب الليكود، باعتباره الحزب الكبير في “إسرائيل”. لذلك لم ينتج عن لقاء الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع “رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت”، في البيت الأبيض يوم 28/8/2021، أي تفاهمات واضحة حول القضايا الأساسية من الملف النووي الإيراني، إلى ملف العلاقات الصينية مع “إسرائيل” والتي تتطور على حساب العلاقات مع الولايات المتحدة، إلى ملف القضية الفلسطينية، وهنا الافتراق بين مواقف الرئيس الأميركي (جو بايدن) الذي يساند “حل الدولتين” باعتباره حلا ينسجم مع الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة، وموقف (نفتالي بينيت) الرافض لـ”حل الدولتين” رفضا تاما، وقد عبَّرَ عن رفضه هذا، بتصريحات مُتعددة أطلقها خلال الفترات الأخيرة.
ومن الواضح أن الرئيس الأميركي (جو بايدن) أراد من اللقاء مع (نفتالي بينيت) معرفة المزيد من مواقف التشكيلات السياسية في “إسرائيل”، وأن يضمن ألا يعود “رئيس المعارضة الإسرائيلية”، بنيامين نتنياهو، إلى الحكم مرة جديدة، وهناك عدد من القرارات التي اتخذتها الإدارة (إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب) يمكن التراجع هنا.
استعار النيران داخل حزب الليكود
- خبر
-
مشاركة