رأي الوطن: تفاؤل بعودة السياحة إلى سابق عهدها

    • خبر
    • رأي الوطن: تفاؤل بعودة السياحة إلى سابق عهدها

      Alwatan كتب:

      يُعدُّ قطاع السياحة من أكثر القطاعات حول العالم تأثرًا بجائحة كورونا “كوفيد19″، فقد خلَّف الإغلاق الذي فرضته الدول جرَّاء الجائحة خسائر كبيرة قاربت أربعة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، بحسب تقرير أُممي أصدرته منظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة (أونكتاد) بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، حيث استند التقرير إلى الخسائر الناجمة عن التأثير المباشر لجائحة “كـوفيد19” على السياحة والتأثير المضاعف على القطاعات ذات الصلة، وهي أرقام كبيرة، خصوصًا وأن السياحة هي شريان الحياة للملايين؛ لذا عملت معظم الدول ذات المقوِّمات السياحية على تعزيز التطعيم لحماية مجتمعاتها، ودعم إعادة إطلاق السياحة الآمنة لاستعادة الوظائف وإنتاج الموارد التي تشتد الحاجة إليها، وخصوصًا في البلدان النامية التي يعتمد الكثير منها اعتمادًا كبيرًا على السياحة الدولية.
      السلطنة لم تكن استثناء من هذا التأثر لحركة السياحة بعد أن كانت تشهد نموا مطردا قبيل الجائحة، حيث شهد القطاع السياحي في السلطنة زيادة كبيرة في معدَّلات نُمو المؤشرات الرئيسية التي تقيس التقدم في هذا القطاع، وفي مقدمتها الارتفاع المتسارع في القيمة المضافة للناتج المحلِّي التي حققها، وتجاوز عدد السياح حاجز المليونين ونصف المليون وتوفيره آلاف من فرص العمل. إلَّا أنَّ الخطوات التي اتخذت في التعامل مع الجائحة والحدِّ من آثارها كان لها أثر فعَّال، وفتحت الآفاق نحو إعادة الحركة السياحية في البلاد لسابق عهدها قبل انتشار الجائحة حول العالم، حيث بدأنا بتنفيذ الجزء الأكبر من خطة التعافي الناجمة عن انتشار جائحة كورونا فيما يتعلَّق بسلامة قطاع السياحة من خلال تطبيق عدد من الخطط والإجراءات، ومتابعة آلية الالتزام بالبروتوكولات الصحيَّة والتوجيهات التي تصدرها الجهات المعنيَّة بهدف تجاوز الأزمة، وإعادة قطاع السياحة إلى مستوياته السابقة في أقرب وقت ممكن.
      وفي التحقيق الذي أجرته (الوطن) ونشرته أمس الأول، توقع عدد من المسؤولين في الفنادق ذات (4 و5) نجوم أن تشهد السلطنة حركة سياحية جيِّدة خلال الموسم السياحي 2021 ـ 2022م، مقارنة بالموسم السياحي الماضي؛ وذلك لتحسُّن الأوضاع الصحيَّة بعد موجة انتشار السلالات المتحوِّرة من فيروس كورونا “كوفيد19” في مختلف دول العالم، مُؤكِّدين أنَّ السلطنة ستأخذ نصيبها الجيِّد من هذه السياحة التي تشهدها منطقة الخليج خلال الفترة القادمة والتي ستبدأ من شهر أكتوبر القادم وتستمر حتى نهاية شهر أبريل من العام القادم، ما يعكس نجاح الخطوات التي اتخذتها الحكومة، والتي كان لها التأثير الإيجابي، ويعزِّز النظرة التفاؤلية التي يرجوها العاملون في قطاع السياحة بالبلاد، حيث يعزِّز الموسم السياحي الشتوي من حجم الطلب على الفنادق والمنشآت الفندقية .
      وفي هذا السياق تبذل الجهات ذات الصلة بقطاع السياحة في السلطنة جهودها، وعلى رأسها وزارة التراث والسياحة، من أجل مسارعة الخُطى في مجال التسويق والترويج السياحي، ومواكبة عملية التعافي بعد عودة حركة الطيران إلى طبيعتها السابقة، بهدف تعويض هذا القطاع الواعد الذي تعوِّل عليه البلاد في سياستها الاقتصادية الهادفة إلى التنويع الاقتصادي، والذي تأثر تأثرًا كبيرًا جرَّاء جائحة “كوفيد19″، وانعكس أثره على سوق العمل بالقطاع.
      الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تشير إلى أنَّ إجمالي إيرادات الفنادق ذات التصنيف من 3 إلى 5 نجوم في السلطنة حتى نهاية يونيو الماضي بلغت 37 مليونًا و13 ألف ريال بانخفاض بلغت نسبته 35.8 بالمئة عن الفترة نفسها من العام 2020م، وهو ما يعكس التأثيرات المباشرة للجائحة، وفي ذات الوقت يرفع سقف التوقُّعات التي تأمل في سرعة التعافي وعودة صناعة السياحة العمانية لسابق عهدها، وتحقيق المأمول منها لأطراف المعادلة السياحية كافَّة.

      Source: alwatan.com/details/437052