Alwatan كتب:

طارق علي سرحان:
تأتي قيمة الإبداع الثقافي كونه مفهوما معنويا وليس ماديا، فهو عملية بناء فكري ومعرفي يصنعها الكاتب أو الفنان في أحد المجالات الثقافية المتنوعة.
وتحرص وزارة الثقافة والرياضة والشباب على تبني استمرار تلك العملية من البناء الفكري للأجيال العمانية المتعاقبة كونها عاملا تنمويا مهما ينهض بالمجتمع فكريا وأدبيا، ومع الاعلان صباح أمس عن تفاصيل مسابقة الأندية للإبداع الثقافي للموسم 2021 ـ 2022م، التي كشفتها الوزارة تحت “مسمى جديد ومنظور متجدد” .. فإن المسابقة تأتي لتواكب متطلبات العالم الرقمي والتقني، وهو ما تسعى الوزارة من خلاله الى تعزيز قدرات الشباب العماني واستثمار مواهبهم في الارتقاء بالمجتمع وخدمة مجالات “رؤية عمان 2040م”.
وبجانب تغطيتها للعديد من قوالب الإبداع الثقافي المتنوعة، والتي تضم القصة القصيرة، والشعر الفصيح والمسابقات الثقافية “عُمانيات”، بالإضافة إلى مسرح “الديودراما”، ومسابقة الفنون الشعبية في فنون البادية، والفنون التشكيلية “الرسم والتصوير الزيتي”، والتصوير بالهاتف، فهي تركز أيضا هذا العام، على قيم المواطنة والهوية العمانية وبناء الإنسان، وهي مفردات لا غنى عنها في خلق روح الألفة والتعاون بين أفراد المجتمع. كما ركزت المسابقة هذا العام على تفعيل العمل المؤسسي بالأندية الرياضية وهو الأمر الذي يساهم في رفع مستوى الحراك الثقافي بين الشباب وذلك مع إذكاء روح التنافس لديهم.
إن عمليات الإبداع الثقافي، كما هي متنوعة المجالات من حيث القصة والرواية والشعر والأدب والمسرح وغيرها من الإنتاجات الفكرية، فهي أيضا عملية حيوية تحتاج الى تطوير وتشجيع مستمر، فالثقافة ليست لها مرحلة معينة من الإبداع تقف عندها، حينها تدخل مرحلة الجمود وتقف معها كل مراحل التنمية المجتمعية. والمطلوب اثراء مثل تلك المسابقات وإعادة تأهيل المنتجين فكريا للعمل الثقافي باستمرار وفتح جميع قنوات التعاون لخدمتهم، واعتبار المبدعين ثروة من ثروات المجتمع.