Source: alwatan.com/details/437588Alwatan كتب:
تمثِّل عودة العملية التعليمية لسابق عهدها إلى ما قبل تأثيرات جائحة كورونا “كوفيد19” من أكبر التحديات التي تواجهها السلطنة. فبالرغم من الجهود والخطوات والإجراءات الاحترازية التي اتُّخذت وعبَرَت بالبلاد والعباد نحو مرحلة التعافي، إلا أن عودة أبنائنا الطلاب لتلقِّي العلم بالمدارس هو ما سيؤكد للعالم أجمع نجاح التجربة العمانية في التعافي، لينعكس ذلك بشكل إيجابي ليس على العملية التعليمية فحسب، لكنه سيكون له مردوده الكبير على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية كافَّة.
إنَّ نجاح عودة الطلاب للمدارس، بجانب أثره على جودة التعليم التي تضرَّرت في ظلِّ التعليم عن بُعد في العالم أجمع، له تأثير اقتصادي كبير، فهو بمثابة شهادة ضمان لكُلِّ أطراف المعادلة الاقتصادية بأنَّ السلطنة عادت بها أنماط الحياة لسابق عهدها فيما قَبل جائحة كورونا، وذلك بفضل الاهتمام الكبير والخطوات الاحترازية التي اتُّخذت، والتخطيط الجيِّد وحالة التكاتف والتضافر والالتزام والوعي من قِبل المُواطِن والمُقِيم.
إنَّ العودة الآمنة للمعلِّمين والمعلِّمات وجميع المُوظَّفين بالهيئات التدريسية والإدارية والفنية.. وغيرهم من المُوظَّفين في جميع محافظات السلطنة إلى صروح العلم والمعرفة؛ تمهيدًا لعودة أبنائنا الطلبة للتعليم المنتظم في جميع المدارس بالسلطنة، تنمُّ عن الشعور بالمسؤوليَّة والاهتمام والعناية والرعاية، التي أولتها البلاد في التعامل مع الجائحة، والتَّعاطي مع تطوُّراتها بشكْلٍ فعَّال، حيث أسهمت تلك الخطوات العمليَّة المدروسة بشكْلٍ ملحوظ وواضح أولا في الحفاظ على استمرار العمليَّة التعليميَّة في الفترة الماضية، ثانيًا في هذه العودة الحميدة التي طال انتظارها، وحقَّقت الإجراءات الاحترازيَّة والوقائيَّة لجميع الهيئات العاملة في الحقل التربوي، وغيرهم من المُوظَّفين، بالإضافة إلى أبنائنا الطلبة، المَرْجو منها وبصُورة مُشرِّفة أمام المجتمع خلال فترة الجائحة، فكانت خير مثل لذلك ولدى الجميع.
فالتخطيط الجيِّد الواضح هو بداية النجاح، حيث أعلنت اللجنة العُليا المكلَّفة ببحث آليَّة التعامل مع التطوُّرات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) ممثَّلة بوزارة التربية والتعليم عن خططها واستعداداتها لبدء العام (2021ـ2022)، عبر خطة واضحة للنظام التعليمي في السلطنة وتتضمن العديد من البرامج التعليميَّة المعلنة سابقًا، ومن أجْل بيئة تربويَّة آمنة مطمئنة وبالتعاون بين وزارتَيْ الصحَّة والتربية والتعليم تمَّ تطعيم جميع الفئات من الهيئات التدريسيَّة والإداريَّة والفنيَّة باللقاح المُضاد لفيروس كورونا.. وغيرهم من المُوظَّفين في جميع محافظات السلطنة، وأيضًا تلقَّى بعضٌ من الفئات العمريَّة من هؤلاء الطلبة اللقاح حتى تسير العمليَّة التعليميَّة وفق الخطط والبرامج والأهداف المنشودة.
وهذا ما يؤكِّده التحقيق الذي أعدَّته (الوطن) لاستطلاع آراء عدد من المعلِّمين والمعلِّمات قَبل العودة الفعليَّة للمدارس، حيث أكَّد العديد من أعضاء الهيئة التدريسيَّة أهميَّة تثمين ما تمَّ إنجازه في العامين الماضيين، حيث تعاملت السلطنة باحترافيَّة في مواجهة الجائحة، واستطاعت منظومة التعليم أن تتواصل بشكْلٍ مقبول رغم الظروف الاستثنائيَّة، بالإضافة إلى رصد (الوطن) ما يتمُّ من استعدادات تتمثل في استعدادات المدارس لبدء عام دراسي جديد، وتجهيز المبنى المدرسي من حيث نظافة وصيانة مرافق المدرسة المختلفة ونظافة خزانات المياه، والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية، وتجهيز الكتب الدراسية، وتوزيع المواد الدراسية بين المعلِّمين، وتشكيل لجان عدَّة منها لجنة إدارة الأزمات المعنيَّة بالوقت الراهن تطبيق الاحترازات الصحيَّة لجائحة كورونا، حيث ستعود العلاقة التعليميَّة المباشرة من جديد بين المعلِّم والطالب وبين الطلاب بعضهم ببعض.
إنَّ أبرز التوصيات التي خرجت من أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية تتمحور حول الدور المهم لأولياء أمور الطلاب، فبالرغم من الجهود الحكومية، إلا أن الوعي من المواطن سيظلُّ هو الرهان الحقيقي.
رأي الوطن: عودة التعليم المباشر خطوة نحو التعافي الشامل
- خبر
-
مشاركة