شراع: إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية.. أين الأسئلة المشابهة؟

    • خبر
    • شراع: إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية.. أين الأسئلة المشابهة؟

      Alwatan كتب:

      خميس بن حبيب التوبي:
      كان من المُتوقَّع أنْ تُعيد سلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الفلسطينيين الأسرى الأبطال (أربعة منهم حتى كتابة هذه السطور) الذين تمكَّنوا من تنفُّس هواء الحريَّة من سجن “جلبوع” الحصين عبر نفق نجحوا في شقِّه، ولكن هل ستثير إعادة الاعتقال هذه الأسئلة ذاتها التي ضجَّت بها وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي حين تَمكُّنِهم من الفرار من السجن؟
      في الحقيقة دارَ الكثير من الأسئلة المُثيرة للاستغراب عن القدرة والظروف التي سمحت للأسرى الفلسطينيين الستة بحفر نفَق الحريَّة من داخل سجن “جلبوع” شديد التحصين، وما إذا كان هناك تواطؤ من قِبل بعض رجال الحراسة داخل السجن، وعن كيفية التخلُّص من التراب وغيره؟ لكن يا ترى هل ستكون هناك أسئلة مشابهة عن كيفية إعادة اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الأربعة، وعن مدى تمكُّنِها من ذلك، وما الأسباب والظروف والعوامل التي أسهمت في نجاح عملية إعادة الاعتقال؟
      صحيح أنَّ الأراضي الفلسطينية المحتلَّة شِبْه مقفلة، وتبدو أنها تحت سيطرة كيان الاحتلال الإسرائيلي، لكن هل إلى هذا الحدِّ، بحيث تعجز تلك الأراضي عن توفير المكان الآمن للاختباء فيه، وتجد سلطات الاحتلال الإسرائيلي القدرة على الوصول إليهم؟
      أيًّا كان الأمر والظرف، فالأيَّام القادمة كفيلة بكشْف المُلابسات الحقيقيَّة التي أدَّت إلى تَمكُّن كيان الاحتلال الإسرائيلي من إعادة اعتقال هؤلاء الأبطال الأسرى الأربعة الذين تمكَّنوا من تنفُّس هواء الحريَّة لأيَّام بسيطة جدًّا، ولكن ما يُحْسَبُ لهم أنَّهم أعادوا إلى الواجهة قضيَّة الأسرى ومدى ما يتعرَّضون له من ظُلم وجور وانتهاك ضد الإنسانية، وانتهاكات تتنافى مع المعاهدات الدوليَّة ذات العلاقة.
      كما أنَّ هؤلاء الأسرى الفلسطينيين الأبطال الستة صنعوا التاريخ، وأضافوا عمليَّة بطوليَّة في هذا العصر الذي تشهد فيه القضيَّة الفلسطينيَّة منعرجًا خطيرًا، وتحوُّلًا عربيًّا مخيفًا، وانقسامًا فلسطينيًّا خطيرًا على القضيَّة، كتلك العمليَّات التي قام بها المقاومون الأبطال الذين حفروا أسماءهم عميقًا في سِجلِّ التاريخ وبدمائهم الزكيَّة. فعمليَّة نفَق الحريَّة لا تقلُّ جسارةً وجُرأةً وذكاءً وشجاعةً وتوقًا إلى الحريَّة ودحر الاحتلال الإسرائيلي وتعريته أمام الرَّأي العام العالمي، وفضح انتهاكاته وجرائم حربه، كما أنَّها عمليَّة تُلخِّصُ كفاح الشَّعب الفلسطيني وتُعطي صُورةً أخرى من صُوَر مسيرة نضاله التي قدَّمت أسماء الأبطال الشهداء والعمليَّات النضاليَّة ورجالاتها، فإعادة اعتقال أربعة من الأسرى الستة الأبطال لا تقلل من قدرهم ومن شأنهم، ولا تنتقص من مكانتهم، بل على العكس من ذلك تؤكد أنَّ التوَّاقين إلى الحريَّة والاستقلال والسِّيادة، والعاشقين للشَّهادة من أجْل دحْر الاحتلال قادرون على صنع المعجزات والانتصار.

      Source: alwatan.com/details/437587