إعلانات ترويجية تضرب لغة الضاد

    • خبر
    • إعلانات ترويجية تضرب لغة الضاد

      Alwatan كتب:

      سعود المحرزي:
      شرّف الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم وتكفل بحفظ الله اللغة العربية عبر حفظ القرآن الكريم، وقد جاءت ألفاظ العربية في وصف القرآن في إحدى عشرة آية تدل على شرف اللغة العربية، ومنها في سورة الشورى: ” وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْـجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْـجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ “.
      ومن هنا تتبوأ اللغة العربية هذه المنزلة العظيمة والمقام الرفيع الذي لا يمكن مطلقا أن ينكره إلا مكابر أو جاحد، إضافة إلى هذا فقد نص النظام الأساسي للدولة أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد، ويتم تدريس اللغة العربية في مناهجنا التعليمية وفي الجامعات وهنا يتجسد لنا الاهتمام باللغة العربية وعلو مكانتها والرقي بها لتبقى في القمة كما هي.
      إضافة إلى هذه الأهمية من جهة القرآن الكريم ومن الدولة، فقد لاحظت ردود أفعال من المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تنم عن غيرة وحالة من عدم الرضا لما يحدث من تعامل تجاه اللغة العربية في الإعلانات الترويجية لمراكز التسوق وفي قوائم الطعام في المطاعم وفي بعض لافتات المحلات التجارية؛ هذه الحالة من عدم الرضا والانتقاد تدل على غيرة المجتمع وحب الناس لهذه اللغة االتي نعاها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم قبل ما يقارب التسعين عاما وكأنه يصور حالها اليوم حين قال: وَسِعْـتُ كِتَـابَ الله لَفْظَـاً وغَايَـةً.. وَمَـا ضِقْـتُ عَــنْ آى بــهِ وَعِـظِـاتِ***فكيـفَ أَضِيـقُ اليـومَ عَـنْ وَصْـفِ.. آلَـةٍ وتنسيـقِ أَسْـمَـاءٍ لمُخْتَـرَعَـاتِ.
      ان ما نراه من إعلانات ترويجية بمصطلحات يُقال عنها أنها عربية وبلغة متكسرة لا أدري هل يتم صياغتها أو ترجمتها لتخرج لنا بهذه اللغة المتكسرة والتي لا يمكن قبولها ضمن اللغة العربية بأي شكل من الأشكال، لا أدري كيف تتم الموافقة عليها وهل توجد آلية معينة للتدقيق على هذه الإعلانات من جهات الاختصاص أو انها تنشر هكذا دون أن تمر على أحد، وهل يتم محاسبة من وضع هذه الإعلانات بهذه اللغة المتكسرة أو أنها تمر مرور الكرام.
      من هنا نقول يجب أن تكون هناك وقفة ليُصحح المسار في هذه الإعلانات وإعادة النظر في هذه الموضوع لأنه وصل إلى منحنى خطير لا يرتقي لمقام هذه اللغة الخالدة العظيمة وأن توجد آليات واضحة المعالم وصريحة الإجراءات عند نشر هذه الإعلانات بحيث يتم ضمان نشر الإعلانات بلغة صحيحة ومصطلحات عربية تليق باللغة لا أن يتم ترجمتها من لغات أخرى وتبرز هكذا أمام الناس بأخطاء ينتقدها كل من يراها حتى غير المتمكن في اللغة وأنا أولهم.

      Source: alwatan.com/details/437778