وميض: الأمراض الوراثية .. كيف نتجنبها؟

    • خبر
    • وميض: الأمراض الوراثية .. كيف نتجنبها؟

      Alwatan كتب:

      سليمان بن سعيد الهنائي:
      الأرقام والنسب المئوية الصادرة من قبل المركز الوطني للصحة الوراثية توضح بأن نسب الإصابة بالأمراض الوراثية تفوق المعدل المأمول حيث أضحت مرتفعة بشكل ملحوظ عن النسب الاعتيادية المتعارف عليها عالميًا، وذلك يؤكد بأننا بحاجة الى تغيير النمط السائد وتحديد النقاط التي تكون هدفا لتغيير هذه المفاهيم في حياتنا العامة، فقليل ما نجد من الأسر العمانية ليس لديها مريض مصاب بالأمراض الوراثية وهذا ما يدفعنا لمعرفة أهم المسببات المؤدية لتزايد الحالات، وأيضًا معرفة الدوافع المكتسبة لتمكننا من الحد من نسب الإصابات وأيضًا القدرة على تجنبها مستقبلًا ونحرص على أن نتفاداها، فالدور الملقى علينا يحتم توصيل هذه المعلومات الدقيقة للمجتمع ليدرك ما تسببه هذه الأمراض من مضار صحية تعود على الفرد والأسرة.
      مؤخرًا تم تسجيل أكثر من 300 نوع من أنواع الطفرات الجينية المسببة للأمراض الوراثية بالسلطنة منها 150 طفرة لجينات ومواقع أمينية جديدة، وذكرت الاحصائية بأن أكثر أنواع الأمراض الوراثية انتشارًا يأتي في مقدمتها أمراض الدم الوراثية تليها أمراض الخلل الكروموسومي وغيرها من الأمراض.
      إنّ الوقوف على الآثار الجانبية لهذه الأمراض أصبح أمرًا لا بد أن يعرفه الفرد، لأن هناك فئات من المجتمع لا يدركون آثارها الصحية أو النفسية وخاصة مع انتشارها في المجتمع بصورة لافتة، لذلك فإن توعية المقبلين على الزواج يساهم في إعطاء الصورة الحقيقية من خلال القيام بعمل الفحوصات الطبية ومعرفة النتائج التي تساعد في اتخاذ القرار الصائب وتجنب إصابة الأجيال المستقبلية وارتفاع نسبة الإصابات.
      إن الوعي المجتمعي يساهم بشكل مباشر في الحد من انتشار الأمراض الوراثية، لا سيما وأن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا في أعداد الإصابات التي تسبب عدم الاستقرار الصحي والنفسي للأسر وخاصة الأطفال الذين يولدون وهم حاملون أحد أنواع الأمراض الوراثية ليكونوا ضحية المراجعات المتكررة للمستشفيات بسبب عدم اتخاذ الطرق السليمة، فعلى الفرد المقبل على الزواج الخضوع للفحص الطبي لتفادي احتمالات الإصابة بالأمراض الوراثية مستقبلا.
      إنّ النتائج الصادرة من قبل المركز الوطني للصحة الوراثية توضح ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الوراثية في السلطنة وهذا مؤشر يؤكد بأننا بحاجة الى تصحيح المفاهيم المغلوطة من قبل المقبلين على الزواج ليتم تداركها قدر الإمكان، فالآثار الجانبية المسببة للأمراض الوراثية تساهم بشكل مباشر في زيادة الأعباء على الأسرة وعلى المنظومة الصحية بشكل عام.

      Source: alwatan.com/details/438154