عماني يحترف مهنة تحميص القهوة، فما حكايته؟

    • خبر
    • عماني يحترف مهنة تحميص القهوة، فما حكايته؟

      Atheer News كتب:

      أثير-جميلة العبرية

      ظهر عامر الوردي مؤخرًا في منشورٍ احتوى على صورته وكلمات تشير إلى حصوله على المستوى الاحترافي في التحميص من أكاديمية CoffeeMind ليُعدّ بذلك محترفًا ومعتمدًا من جمعية القهوة المختصة (SCA ).

      “أثير” تواصلت معه ليحكي عن قصته التي ابتدأت في أواخر 2015م حيث لم يكن حينها من عشاق القهوة، لكنه اقتنى أداة “الموكا بوت” وكيس بن مطحونا من أحد مقاهي القهوة العالمية الموجودة في العاصمة مسقط وارتشف كوب قهوة منها، فتغيرت فكرته.

      يقول الوردي: انقضت أشهر قليلة وما زال طعم قهوة الصديق كما هي في لساني إلى أن شدني أحد الشباب السعوديين ظهر في مطلع العام 2016م في مقاطع مصورة على ”سناب شات“ يقوم بإعداد لكوب قهوة مختصة على أداة الكيمكس لتنطلق لدي شرارة البحث عن القهوة المختصة، والقراءة عنها وطلب البن من محامص عالمية مع أدوات إعدادها، وتصبح جلساتي يرافقها كوب من القهوة المختصة وبأنواع مختلفة.

      وأضاف: أنا هاوٍ للطبخ منذ الصغر وأظن ذلك أسهم بشكل مباشر في اتخاذي قرار التعمق في تحميص القهوة. لا زلت أذكر لحظات الدهشة الأولى عندما زرت إحدى محامص القهوة المختصة في مومباي منتصف ٢٠١٨م وجلوسي بجانب الحماصة أشاهد مقدار التركيز لدى المحمص، وتحكمه من خلال جهاز الحاسوب المحمول، فبعد هذه التجربة أدركت بأني سأكون حماصًا في المستقبل القريب.

      وأوضح عامر بأن عملية الحمص تعد إحدى المراحل المهمة في مسيرة حبة البن قبل وصولها للكوب، عملية تصاحبها تغيرات فيزيائية وكيميائية معقدة لذلك تحتاج للتدريب والممارسة المستمرة لصقل مهارة الحمص؛ لذلك عندما وضعت جمعية القهوة المختصة مساقات التدريب، كان التحميص أحد المساقات الرئيسية.

      ويكمل: مرحلة التحميص مهمة جدا لإبراز الإيحاءات المكتنزة في حبة البن، فالحماص دوره مهم جدًا في ذلك، فمهما كانت جودة البن الأخضر عالية فمن الممكن فقد إيحاءاتها خلال عملية الحمص إذا لم يتم التعامل معها بطريقة مثالية، وهنا لا بد من التعريض على ذائقة الشريحة المستهدفة، فالقهوة بطبيعتها تحتوي على مركبات حمضية وسكريات وخلال عملية الحمص تتفاعل لتكون مركبات مرة، والحماص بإمكانه إبراز الحمضية أو إطفاءها وكذلك المرارة والخروج بحمصة تناسب الشريحة المستهدفة، كما يمكن للحماص تحميص البن ليناسب استخدام أداوت الترشيح أو مكائن الاسبريسو. ودائما يقال؛ الحماص بإمكانه حرق القهوة حرفيا أو إخراجها وهي غير مستوية وفي الحالتين ستكون القهوة غير مستساغة.

      أما عن حاجته لشهادات تدريبية واحترافية في مهنة الحماص يجيبنا الوردي بقوله: صناعة القهوة بشكل عام والقهوة المختصة بالتحديد تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت أكثر تنظيمًا ولها مساقات مختلفة لتضمن الجودة والاستدامة، وبحكم عملنا في مجال القهوة المختصة بالتحديد، فحسب جمعية القهوة المختصة هناك خمسة مساقات للتدريب وهي: البن الأخضر، الحمص، التذوق، الترشيح ومهارات الباريستا، ولكل منها ثلاثة مستويات وعدد معين من النقاط يحصل عليها المتدرب والتي تؤهله للحصول على شهادة دبلوم، وتكمن أهمية هذه الدورات في توحيد الأساس الذي تقوم عليه صناعة القهوة المختصة والذي بدوره يساعد في تجويد وتطوير الصناعة، فلدى الجميعة ذراع بحثي يتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية.

      ويختتم عامر الوردي قصته لـ “أُثير” بقوله: قطاع القهوة والمقاهي ينمو بشكل كبير على مستوى العالم، والسلطنة ليست معزولة عن هذا النمو، فكلنا شاهدنا نمو قطاع المقاهي في السنوات الثلاث الماضية، وقبل فترة ليست بالبعيدة كان هذا القطاع تستحوذ عليه المقاهي العالمية لكن الحال تغير الآن؛ صرنا نرى الكثير من المقاهي التي تدار من قبل العمانيين وعددها يزداد كل شهر، وفوق هذا لم تعد حكرًا على العاصمة بل صرنا نراها في معظم الولايات الكبيرة خارج مسقط، وهذا كله دلالة على إقبال المجتمع للقهوة والمقاهي، وصار يشكل ثقافة جديدة ومحطة يومية رئيسية لدى شريحة جيدة، وفي الجانب الآخر دخل العماني في معظم مفاصل قطاع القهوة؛ مثل تأسيس وإدارة المقاهي، وإعداد القهوة (باريستا)، وحاليا تحميص البن، ونأمل أن نراه يدخل في قطاع زراعة البن في المستقبل القريب.

      Source: atheer.om/archives/569721/%d8%…d8%a7-%d8%ad%d9%83%d8%a7/