Alwatan كتب:

صالح البارحي:
بالأمس غادرتنا بعثة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم متجهة إلى العاصمة القطرية الدوحة … مهمة محددة تنتظر الأحمر العماني في رحلته هذه … حيث المواجهة الصعبة للغاية أمام الكانغارو الاسترالي في أمسية لا تعترف بأنصاف الحلول … يحتاج فيها الأحمر بقيادة برانكو إلى الكثير من العمل (المتقن) و (المنظم) بغية تحقيق المراد عند صافرة نهاية اللقاء … فالفوز مطلب رئيسي دون جدال حتى يبقى الأحمر في دائرة الصراع على إحدى بطاقتي التأهل من المجموعة الثانية لمونديال قطر 2022 بإذن الله تعالى … حيث سيحقق من خلاله هدفين أولهما الوصول للنقطة السادسة قبل استضافة فيتنام بمسقط … وثانيهما إيقاف أحد المرشحين عند رصيده السابق (6) نقاط والتساوي معه قبل أن يكون ضيفا على مسقط بجولة الإياب …
حلم ليس كبقية أقرانه … هو حلم متفرد انتظرناه طويلا … بل أن كل بقاع العالم تسعى لأن تحققه في مشوارها الكروي … ليس لأنها مشاركة في بطولة كروية فحسب بل تمثل أعلى مراتب المنافسات الكروية في العالم … وهو ما يحلم به كل لاعب أن يكون في سجله الرياضي ليبقى تاريخا مميزا بالنسبة له … المعنويات لدى لاعبينا عالية والطموحات تعانق عنان السماء والدعم الكبير الذي يحظى به الأحمر بات متفردا ومحفزا للسير قدما نحو حلم المونديال … إضافة إلى اكتمال الصفوف بعيدا عن منغصات الإصابات التي صاحبت الفريق في المواجهتين السابقتين … هذه عوامل إيجابية تسبق لقاء أستراليا بطبيعة الحال …
منتخبنا حصد ثلاث نقاط من فوز مثير على اليابان في أوساكا … وخسر لقاءه أمام الشقيق السعودي في مسقط … ليبقى ثالث الترتيب في المجموعة الأقوى بالتصفيات … إلا أن الأمر المحفز والإيجابي هو بقاء الأداء بذات الرتم المتسارع والروح المعنوية الوثابة والطموح اللامحدود في اللقاءين … الأمر الذي يمنحنا مساحة من التفاؤل في لقاء استراليا القادم … خاصة وأن المواجهة ستكون في الدوحة التي اعتدنا عليها كثيرا … إضافة إلى أنه من المؤكد تواجد جماهيرنا الوفية خلف الأحمر في اللقاء المفصلي الذي نأمل أن ينصفنا الحظ فيه … ويسعفنا تركيز المقبالي ورفاقه في زيارة شباك الفريق المتصدر الذي يعد واحدا من عمالقة آسيا في كل المناسبات … وبالتالي العودة بأهم ثلاث نقاط في مشوار الأحمر قبل مواجهة فيتنام بمسقط …
ندرك تماما معاناة الجهاز الفني مع غياب اللاعبين عن المباريات التنافسية لفترة طويلة بسبب تأخر انطلاق الدوري المحلي … على عكس لاعبي المنتخبات الأخرى الذين يشاركون أنديتهم إسبوعيا في المنافسات الكروية المنتسبين لها سواء محليا أو خارجيا كمحترفين … إلا أن المشهد الذي ظهر عليه لاعبونا في لقاءي اليابان والسعودية منحنا مؤشرا على حسن تعامل الجهاز الفني مع هذا الجانب (السلبي) … ناهيك عن تواجد اللاعبين في معسكرات داخلية وخارجية لفترات طويلة استغلها برانكو في تكثيف الحصص التدريبية على الجانب البدني بشكل مباشر … فيما أبدى لاعبونا امتيازا في هضم إسلوب اللعب الذي أراد الكرواتي انتهاجه مع الأحمر بقيادته وهذا مؤشر جيد سيكون مردوده جيدا في المراحل القادمة بإذن الله تعالى …

كلمة أخيرة
كثيرون هم من يتقنون الحديث ويرتدون قناع الكمال … لكنهم يسقطون في أول المشاهد التي تحتاج إلى الرجال … دمتم بخير.

Albarhi8@yahoo.com
من أسرة تحرير الوطن