Source: alwatan.com/details/439414Alwatan كتب:
عبدالله بن سعيد الجرداني:
البيان الذي أصدره الادعاء العام الأسبوع المنصرم حول عقوبة الكتابات المسيئة والشائعات المثيرة ونشر أخبار تتضمن إسناد أفعال جرمية ونسبها إلى أفراد أو مؤسسات وما حواه من إجراءات قانونية..
جاء نتيجة عدم إدراك العديد من المغرّدين في مواقع التواصل المختلفة بمفهوم حرّية الرأي والتعبير وعدم وعيهم بالمبادئ الأساسية التي تضمنتها مختلف قوانين الدولة للحفاظ على النظام العام، لذلك يستحق العقاب كلّ من تسوّل له نفسه في نشر الإشاعات وتأجيج الرأي العام بالأخبار الملفّقة المجرّدة من الحقيقة لغرض الشهرة وزيادة المتابعين في حسابه الافتراضي.
وسائل التواصل الجماهيرية تعد أحد الأركان المهمة لتطور المجتمعات ومقياسًا للحضارة فيها، فهي إحدى المسالك لتوسيع وإرادة التغيير من أجل اللحاق بركب المعاصرة والتقدم، وبين الفينة والأخرى تلوح لنا في فضاء العالم الافتراضي خلايا ذميمة من الذباب الإلكتروني تسئ استخدام هذه الوسائل، وفي الآونة الأخيرة تزايدت وتيرة التغريدات المسيئة التي تحتقن من الخدمات التي تقدمها الحكومة وتعتدي على منجزات الوطن وتقلل من شأنها، وأصبحت هذه الوسائل معول هدم بدلًا من أن تكون حجر بناء نظرًا لخضوعها لأهواء وشهوات المغرضين ممن لديهم البغية والقصد في الفرقة والشتات والمساس بالوحدة الوطنية.
إنّ حرّية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير كما جاء في النظام الأساسي للدولة مكفولة في حدود القانون، وكذلك حرّية النشر فهي مكفولة أيضًا وفقًا للشروط والأوضاع التي يبيّنها القانون، ويحظر ما يؤدي إلى الفتـنة أو يمس بـأمن الـدولـة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه، وحتى لا ندخل في دائرة المحظور الذي يجرمه القانون يجب الوعي بأن حرّية الرأي ليس كما يتوهّم البعض في الاعتداء على حرمات الآخرين والإساءة إليهم بالكلام الإنشائي غير الواقعي.
نعم لنا الحق في قول ما نفكر به، وفي تداول المعلومات والمطالبة بعالم أفضل، ولنا الحق أن ننقد وننصح لا أن نشير بأصابع الاتهام لذوات وأشخاص بعينهم، فالدين النصيحة، والنصيحة تقتضي النقد أحيانًا بالكلمة الطيبة والقول الحسن والأسلوب اللائق وليس بالبذاءة والتجريح واتّهام الأعراض، قال تعالى:(وقولوا للناس حسنًا)، والمؤمن كما وصفه (عليه أفضل الصلاة والسلام):(ليس بالطعّان ولا اللّعان ولا الفاحش ولا البذيء)، فنحن بحاجة إلى النصيحة الصالحة التي تزيل الغشاوة وتبصّر بالأخطاء وتقوّم الطريق.
النباتات الكريهة التي تبث سمومها بين الحين والآخر في التربة العمانية لن تجد لها قطرة ماء لريّها، فبلادنا ولله الحمد راسخة البنيان متماسكة الأركان لم تؤسس على شفا جرف هار، إنما أسست على تقوى من الله وطاعته وبإرادة وعزيمة وإصرار لباني نهضتها الحديثة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وبتعاضد وتلاحم من أبناء الوطن المخلصين، وعلى النهج السابق ستظل النهضة متجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ولن نبالي بتلك الحشرات السامة من الذباب الالكتروني التي تحاول غرس بذور الفتنة والشقاق فهي لا تمثل واقعًا، وسيظل التعاضد والتلاحم بين أبناء الشعب كمن استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، فالتربة العمانية ـ كما قال غارسها وساقيها ـ طيّب الله ثراه:(لا تنبت إلا طيّبًا)، ولنتذكر الآية الكريمة (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) صدق الله العظيم.* مراسل (الوطن) بالعامرات
لسان صدق: النباتات السامة ترفضها التربة العمانية
- خبر
-
مشاركة