رأي الوطن: جرائم جديدة.. وصمت دولي

    • خبر
    • رأي الوطن: جرائم جديدة.. وصمت دولي

      Alwatan كتب:

      تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي جرائمها ضد الشَّعب الفلسطيني الأعزل، دون مرعاة لقانون ولا رادع من ضمير إنساني، وهذا ما تؤكِّده الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقِّ خمسة فلسطينيين في القدس وجنين، صباح أمس، حيث تُعد تلك الجريمة النَّكراء تصعيدًا متعمدًا يهدف إلى خلط الأوراق والأولويَّات، بما يخدم أجندة الكيان المحتل الاستعماريَّة، وهي حلقة من حلقات العدوان وسط صمت دولي مُخزٍ، وهي امتداد لمسلسل الانتهاكات والجرائم والإعدامات الميدانيَّة المتواصلة بحقِّ أبناء الشَّعب الفلسطيني الذي تضيع حقوقه كافَّة على مرأى ومسمع من العالم، وتسومه دولة الاحتلال الإسرائيلي العذاب، وترتكب الجريمة تلو الأخرى في حقِّه، بنَسقٍ واضح يهدف إلى التطهير العرقي، والتنكُّر للحقوق الفلسطينيَّة العادلة والمشروعة.
      إنَّ الجرائم الإسرائيليَّة تحتاج إلى وقفة أُمميَّة صادقة، يتحمَّل فيها المجتمع الدولي مسؤولياته القانونيَّة والأخلاقيَّة تجاه معاناة الشَّعب الفلسطيني الأعزل الذي سُرقت وتُسرق أراضيه ويرزح تحت هذا الاحتلال الغاصب المتنصِّل من أي مسؤوليَّة قانونيَّة أو حتى أخلاقيَّة. ومن هذا المنطلق يجب أنْ يقوم العالم والدول الكبرى بواجبها، والعمل على حمايَة الفلسطينيين من هذه الآلة الإرهابيَّة القاتلة الغاشمة، التي لا تأبه لأي مواثيق أو قوانين دوليَّة، وتمارس جرائمها دون مخافة أي عواقب رادعة، ومن واجب المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة أنْ تتحرك وتستجيب للمطالب الفلسطينيَّة العادلة، وتسرع في البتِّ بتحقيقاتها في جرائم الاحتلال، وصولًا لمحاسبة ومحاكمة مرتكبي الجرائم الإسرائيليين.
      فالمجتمع الدولي يتحمَّل بالفعل المسؤوليَّة عن مجازر الاحتلال المتواصلة بحقِّ الشَّعب الفلسطيني، وآخرها مجزرتا القدس وجنين، بسبب الصَّمت عنها وعدم معاقبة الاحتلال ومحاسبته، فعدم إنفاذ القوانين الدوليَّة، وخصوصًا ما يتعلَّق منها بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، عُدَّ من قِبل الاحتلال الإسرائيلي ضوءًا أخضر لمواصلة جرائمه ضد الفلسطينيين. فالعمليَّات الإجراميَّة، التي ينفِّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضِّفة الغربيَّة المحتلَّة، تجري ضمن تصعيد مُنظَّم ومُخطَّط له، وعلى وقع إدراك الاحتلال بأنَّ قوَّة الرَّدع لدى الجيش تتآكل، فهذا التّصعيد الإجرامي إنَّما هو جزء من خطَّة حكومة الاحتلال لإحكام السيطرة على الضِّفة والقدس، كما يأتي متناغمًا مع سياسات الحكومة المتمثِّلة بالاعتداء على المقدَّسات وتحديدًا المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، والاستيلاء على الأرض وبناء المستوطنات عليها، وما هذه الأمور إلَّا حرب حقيقية تُشَنُّ على الشَّعب الفلسطيني.
      لم يَعد أمام العالم وضميره الإنساني إمكانيَّة لمزيد من الصَّمت، فعليه الوقوف على تلك الجرائم والتصدِّي لها، والنظر في المجازر والاغتيالات وعمليَّات الإعدام الميداني التي تنفذها سلطة الاحتلال الإسرائيلي؛ لكونها الدلائل والبيِّنات على نهج ما يُسمى “دولة إسرائيل” القائمة منذ إنشائها على سفك دماء الشعب الفلسطيني، فإغفال المجتمع الدولي لقضيَّة إخضاع هذا الكيان الغاصب للقانون الدولي يشجعه على ارتكاب المجزرة تلو الأخرى بحقِّ الشَّعب الفلسطيني الأعزل، الذي باتت قضيَّته على المحكِّ، مع توالي دولة الاحتلال الإسرائيلي لرفض كُلِّ المبادرات الفلسطينيَّة والعربيَّة والدوليَّة للحلول وفق القرارات الأُمميَّة، فمَنْ أَمِنَ العقوبة.. صعَّد من جرائمه الوحشيَّة.

      Source: alwatan.com/details/439420