صدمة نفطية وشيكة تضرب العالم بسبب الاستثمار فـي الطاقة الخضراء

    • خبر
    • صدمة نفطية وشيكة تضرب العالم بسبب الاستثمار فـي الطاقة الخضراء

      Alwatan كتب:

      نيويورك ـ (د ب أ):
      رغم الارتفاعات الأخيرة لأسعار النفط في الأسواق العالمية منذ بداية العام الحالي، لا يبدو أن مسيرة الارتفاع وصلت إلى نهايتها حيث يتوقع أغلب المراقبين استمرار الارتفاع ومواجهة العالم لصدمة وشيكة نتيجة نقص الإمدادات، مقابل زيادة الطلب على الخام ، وبحسب التحليل الذي كتبته شارون تشو المتخصصة في شؤون الطاقة، وسكيت سوندريا المحرر الاقتصادي في وكالة بلومبرج للأنباء فإن سوق النفط العالمية تتجه نحو صدمة إمدادات، مع تراجع استثمارات شركات الطاقة العالمية في مشروعات إنتاج الوقود الأحفوري وتزايد الاتجاه نحو الطاقة النظيفة. كما يرى بعض المحللين أن الطلب العالمي على النفط لن يصل إلى ذروته حتى العقد المقبل. وقال جريج هيل مدير التشغيل في شركة هيس كورب خلال مشاركته في منتدى “بلاتس أبيك 2021” بسنغافورة إن إجمالي قيمة استثمارات شركات النفط العالمية في مشروعات التنقيب والاستخراج تراجعت إلى حوالي 300 مليار دولار أي أقل من نصف إجمالي الاستثمارات السنوية قبل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد والتي كانت 650 مليار دولار. وتواجه شركات الطاقة دعوات متزايدة من جانب المساهمين والحكومات لزيادة إنفاقها على الطاقة النظيفة والتركيز على مستقبل أقل اعتمادا على الوقود الأحفوري.
      من ناحيته قال سعد رحيم كبير المحللين الاقتصاديين في مجموعة ترافيجورا جروب العالمية لتجارة السلع خلال مشاركته في المنتدى نفسه الذي انطلق أمس في سنغافورة إن “صناعة النفط ككل عالقة بين حتميات الاستثمار المتباينة… بالنسبة للمستقبل القريب، من المحتمل استمرار حاجة العالم لأكثر من 90 مليون برميل يوميا، ليكون السؤال هو كيف يمكن إيجاد الاستثمارات المطلوبة حتى يتم إنتاج هذه الكمية” من الخام. وأضاف رحيم أن صناعة النفط تعاني من “نقص استثمارات هيكلي” وعدم كفاية الإنفاق الرأسمالي منذ تفجر الأزمة المالية العالمية في الربع الأخير من 2008. يذكر أن أسعار النفط ارتفعت خلال العام الحالي بأكثر من 50%، مع اتساع نطاق برامج التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد مما سمح للعديد من دول العالم بتخفيف القيود على الحركة التي سبق فرضها لمنع انتشار الفيروس. في الوقت نفسه تراجعت المخزونات العالمية من النفط الخام والوقود إلى مستويات ما قبل الجائحة، ليرتفع سعر خام برنت القياسي للأسواق العالمية إلى حوالي 80 دولارا للبرميل، رغم تباطؤ النشاط الاقتصادي للصين وتراجع الإنفاق نتيجة للقيود المحلية ، من ناحيته قال جيوفاني سيريو رئيس إدارة تحليل الأسواق العالمية في مجموعة فيتول جروب السويدية للطاقة إن الارتفاع في أسعار النفط العالمية يتركز غالبا على العقود الفورية، في حين مازال المستوى النهائي لمنحنى أسعار العقود الآجلة منخفض نسبيا وقد أدى ذلك إلى تراجع تدفق الاستثمارات المالية نحو المشروعات طويلة الأجل والمعروفة أيضا باسم المشروعات العملاقة، التي تتضمن ضخ كميات أكبر من الاستثمارات والمخاطر مع مردود يأتي على مدى طويل. في الوقت نفسه فإن مشروعات الزيت الصخري في الولايات المتحدة والتي يمكن أن تندرج في فئة المشروعات قصيرة الأجل، أظهرت انضباطا في زيادة العرض رغم ارتفاع الأسعار.
      ومن المنتظر استمرار ارتفاع الأسعار في ظل عدم قدرة الإمدادات على تلبية الزيادة السريعة في الطلب بحسب بن لوكوك الرئيس المشارك لقطاع تجارة النفط في مجموعة ترافيجورا جروب. وجاءت التصريحات متزامنة مع تقرير لبنك الاستثمار الأميركي جولدمان ساكس جروب يتوقع ارتفاع أسعار خام برنت إلى 90 دولارا للبرميل بنهاية العام الحالي، لآن العجز في المعروض في السوق مقارنة بالطلب جاء أكبر مما كانت تشير إليه أغلب التحليلات.

      Source: alwatan.com/details/439632