Alwatan كتب:

يونس المعشري:
إلى متى تبقى أنديتنا معتمدة اعتمادا كليا على شخصيات محبة وداعمة لها، الولاء للنادي شيء ضروري ومطلوب وشيء صحي لأنه ليس مؤسسة رياضية فقط وإنما نسيج اجتماعي يجمع بين الرياضة التي تستمد قوتها من خلال المجتمع، وكم من الشخصيات الرياضية التي تسعى جاهدة من أجل إيجاد صف ثان يقوم على خدمة النادي والنهوض به ويحاول أن يكون بعيدا جسديا ولكن الارتباط الروحي بالنادي يجعله يراقب الوضع وهو الملجأ الأول للنادي إذا أصيب بالتعثر، والأمثلة على ذلك كثيرة لا يمكن حصرها ومن بينها شخصية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق الذي لا يفارق نادي السيب لارتباطه الكبير به واستطاع بوجوده ودعم المحبين للنادي أن يحقق نقلة كبيرة ليصبح النادي معتمدا على نفسه من خلال الاستثمارات التي حققها، وكذلك شخصية صاحب السمو السيد فاتك بن فهر الذي يسعى جاهدا ومن خلفه أبناؤه ليجعل نادي السويق في مقدمة المنافسين، وقد أصبح الهم الأساسي كيف يكون هذا الكيان معتمدا على نفسه بإيجاد قاعدة استثمارية مربحة في المستقبل.
ولدينا نادي النهضة الذي إذا تعثر يكون العمود المستند عليه شخصية الشيخ أحمد النعيمي، وعلى الرغم من القيادات التي مرت على النادي لكن يبقى أبو ناصر في مقدمة الداعمين لهذا الكيان الرياضي. الوسط الرياضي حافل بالكثير من الشخصيات البارزة الداعمة لأنديتها ولكن إلى متى .. قد يأتي يوم ما ويجد النادي نفسه وحيدا، وهناك نماذج موجودة في المجتمع تتعثر عندما تفقد من كان يساندها، ولهذا علينا أن نفكر بجدية في كيفية جعل الأندية معتمدة على نفسها في المقام الأول وخير الجزاء لمن يواصل دعمه للنادي.
مؤخرا كنا في زيارة لنادي الخابورة وشاهدنا مدى التطور القائم في هذا النادي رغم التحديات ولكنه يسعى بأن يخلق ترابطا ونسيجا اجتماعيا مع كافة شرائح المجتمع وبيئة استثمارية داعمة للنادي دون أن يكون معتمدا على إدارة معينة إذا رحلت تهاوى كل شيء، وعلى الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب أن تبدأ التفكير في مشاريع استثمارية كبيرة على أن تكون الأندية شريكة فيها وفق حصص معينة وحسب قدرة كل ناد في المساهمة بعيدا عن ماهو سائد حاليا، قطعة أرض وعليها بناية ذات دخل محدود جدا وعديم الجدوى.
فهل نشاهد في المستقبل أنديتنا وقد اعتمدت على ذاتها ولديها فائض وتمتلك ملاعب ومراكز تدريب تخدم جميع المنتسبين لها في نطاقها الجغرافي.. نأمل ذلك.

almasheri88@yahoo.com